تعرف الأرض تغيّرات بيئية تحمل معها تغيّرات في
المناخ بالنسبة لما كان معروفاً لعقود قليلة خلت. ومن بين هذه التغيرات تعرّض
الكثير من البلدان لموجات برد قارس أو حرّ شديد يستدعيان احتياطات لمساعدة الجسم
على التكيّف. وهو الجسم المعروف بقدرته على التكيّف الطبيعي إزاء الحالات العابرة،
إلا أن الفترات الطويلة للبرد أو الحر تستدعي ضرورة التغيير في العادات لمساعدة
الجسم على التكيّف.
ومن بين الأشياء التي يجب القيام بها هي الاهتمام
أولاً بعزل السكن أو مقر العمل بما يضمن درجة حرارة داخلية مقبولة بأقل مصروف
للطاقة، وهذا أمر يفيد في مواجهة البرد والحر الشديد أو الحر المديد، وطرق العزل
تختلف من منطقة إلى أخرى ولكنها الأساس في الوقاية من التغيرات المناخية.
وفي حالات الحر فإن الجسم يعاني من التعب
بسرعة أكبر منه في حالات الحرارة المقبولة، لذا فمن الضروري العثور على أمكنة يمكن
البقاء فيها لفترة يستطيع الجسم خلالها استرداد بعض عافيته لمتابعة العمل. مثل هذه
الأماكن قد تكون دور العبادة أو المراكز التجارية الكبيرة، ولكن من المهم ترتيب
مكان في المنزل تكون درجة حرارته مقبولة تسمح بنوم طبيعي أثناء موجات الحر. ومن الحكمة
تجنّب الخروج في أوقات الحر الشديد أو بذل جهود كبيرة وتأجيل ذلك إلى أوقات تكون
فيها درجة الحرارة مقبولة (الصباح الباكر أو المساء). كما يمكن في المناطق التي تشتد فيها الحرارة (أقل من 40 درجة) تهوية البيت صباحاً باكراً ومن ثم إغلاق النوافذ بإحكام حتى بعد الظهيرة مما يسمح بالحفاظ على درجة حرارة مقبولة للبيت بدون استخدام وسائل التبريد والتهوية الصنعية.
ومن المفيد بداهة في حالات الحر الشديد شرب
المياه أو العصير دون انتظار الشعور بالعطش ولكن على أن يكون ذلك باعتدال وخاصة
لمن يعانون من متاعب في الكليّ أو من متاعب قلبية، ومع أن كبار السنّ يحتاجون إلى
السوائل أكثر من غيرهم حتى لا يعانون من التجفف فإن الزيادة في السوائل قد تسبب
لهم متاعب في الرئتين. فالشرب المتكرر بكميات صغيرة أفضل من شرب كميات كبيرة. ومن
الطبيعي تجنب الكحول في أيام الحر، حتى الخفيف منه، وكذلك المشروبات المحلاة
والغازية وكذلك القهوة. ومع أن البعض يميل إلى استهلاك المواد المثلجة، ولكن هذا
غير منصوح به بالرغم مما يثيره من شعور آني بالراحة إلا أنه متعب للجسد نظراً
للفروق الكبيرة بين درجة حرارة الجسم (37 درجة) التي يحاول الجسم المحافظة عليها
ودرجة حرارة المثلجات، ومن الأفضل أن تكون درجة حرارة الأشياء المستهلكة بدرجة
الفتور، طعاماً وشراباً. كذلك الأمر بالنسبة إلى الاغتسال الذي يفضله البعض
بالمياه الباردة إلا أن الأفضل هو هو الماء الأقرب إلى الفاتر منه إلى البارد.
وفي حالات الحر فمن الأفضل ارتداء الملابس
القطنية الخفيفة نظراً لقدرتها على امتصاص العرق الذي يفرزه الجسم، وتجنب لبس
الملابس المصنوعة من الخيوط الصناعية التي ستبقي العرق بين اللباس والجسم مما يسبب
روائح مزعجة وشعوراً بالحرارة أكبر. صممت حديثاً بعض الأقمشة الصناعية بمسام أكبر
تتخلص من هذه المشكلة لكن الملابس القطنية هي الأفضل. كما أنه من الأفضل ارتداء الملابس الفاتحة اللون وتجنب الداكنة وخاصة السوداء نظراً لنفوذيتهاالحرارية الأعلى في حين أن الملابس البيضاء هي الأكثر عكساً لأشعة الشمس وإبعادها عن الجسد.
وعن الحرّ يروى أن بنت أبي الأسود الدؤلي
قالت له يوماً: ما أشدُّ الحرِ، فقال لها: الحصباء بالرمضاءِ. فقالت: إنما تعجبت
من شدته. فقال: أو قد لحنت الناس؟... ولهذه الحادثة (إن كانت صحيحة) روايات
مختلفة... وقيل إنه من يومها أخذ أبو الأسود بوضع قواعد اللغة العربية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق