مشكلة الصم في التواصل مع الآخرين مشكلة لم تجد حلاً نهائياً لها بالرغم من الكثير من الاختراعات من لغة الإشارة إلى تعلم قراءة
الشفاه وتقنيات أخرى كثيرة. فهذه تساعد على التواصل مع الصم ولكنها لم تحل المسألة جذرياً، إن كان هناك من حل
جذري. فلغة الإشارة تحتاج إلى وسيط يعرف هذه اللغة، وهي مفيدة جداً في نشرات الأخبار مثلاً وما
شابه ذلك. أما قراءة الشفاه فلا تفيد إلا في حالة الأصم الذي يتحدث مع شخص واحد في
مواجهته وهي تعتمد على هذا الشخص وتحتمل إمكانية الخطأ، أما في حالة تحاور أكثر من شخص فتصبح شبه مستحيلة.
إلا أن تطورات علمية وتقنية كثيرة حدثت في
العقود الأخيرة، من بينها إمكانية تحويل الكلام إلى نص مكتوب عبر حاسوب مزود
ببرمجيات معدة لهذا الغرض. تطور آخر تمثّل في تحويل النص المكتوب إلى كلمات منطوقة. وكذلك إمكانية التعرف إلى الأصوات بعد فترة من التمرين، وتميز صوت ما عن أصوات أخرى في قاعة تضم عدة أشخاص مثلاً. ومثل هذه التقنيات أصبحت على درجة عالية من الموثوقية في لغات مثل الإنكليزية وغيرها. ولكن، على قدر ما نعرف، فالأمر ليس كذلك بالنسبة للعربية. وبناء على هذه التقنيات يمكن تقديم حل يساعد الصمّ على التواصل مع الآخرين.
بُني التطبيق المساعد على الهواتف الذكية
بحيث يترجم الكلام المنطوق إلى نص من طرف الشخص العادي ويرسل آنياً إلى الأصم الذي
سيقرأه على شاشة هاتفه والذي سيقوم بدوره بالرد كتابة، وهذا الرد سينتقل آنياً بعد الانتهاء من
كتابته إلى الطرف الآخر منطوقاً. أما في حالة أكثر من شخصين فيكون الأمر كما في
حالة تطبيقات التواصل الاجتماعي حيث سيعطى لكل مشارك لون خاص به أو صورته مما يمكّن
الأصم من التمييز بين المشاركين وتوجيه الردود والتفاعل بحسب ما يرى على شاشة
هاتفه الذكي دون النظر إلى الشفاه. يمكن لهذا التطبيق التعرف إلى الأصوات وتمييز كل شخص من المتحاورين عن الآخر ونقلها إلى الأصم.
هذا التطبيق ليس مجانياً وإنما بكلفة 30
دولار شهرياً للناطقين بالإنكليزية أو الفرنسية، وهذا يعني أنه لن يكون متاحاً لكل
أصمّ، إلا أن الوقائع علمتنا أن مثل هذا سيكون متاحاً للجميع بعد حين، وهو ما
نرجوه إذ يكفي الصمّ ما ابتلتهم به الطبيعة ولا حاجة لمزيد. كما أن هذا التطبيق
يقتضي أن يكون الأصم عارفاً بالقراءة والكتابة للغة المستعملة أو على الأقل لغة
الإشارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق