من المعروف أن السعودية بلد من بين البلدان
الحارة صيفاً وأن صيفها طويل، ولكن هذه الصورة ليست بالصحيحة دائماً وفي كل أرجاء
السعودية. فهي بالرغم من اشتمالها على صحراء الربع الخالي الأقسى في العالم، إلا
أن زراعات عديدة تزدهر فيها مثل البطيخ الأحمر في مناطق الحجاز القريبة من البحر
الأحمر وغيرها من المزروعات. كما أن بعض مناطقها هي مناطق اصطياف تماثل مناطق
اصطياف معروفة في بلاد الشام. ومن بين هذه المناطق تلك المتاخمة لليمن كمنطقة أبهة
مثلاً ومناطق أخرى مثل الطائف!
والطائف مدينة (منطقة) تقع شرق مكة تبعد عنها
نحو 65 كيلومتراً، وهي إحدى مدن جبال السروات التي يصل ارتفاع أعلى قمة فيها إلى
1700 متراً، أما الطائف نفسها فيصل ارتفاعها إلى 1450 متراً يمكن الوصول إليها
بطرق مختلفة من بينها التليفريك. يقارب عدد سكان الطائف والبلدات التابعة لها نحو
1.3 مليون نسمة. وهي منطقة اقتصادية وعسكرية وسياحية بالدرجة الأولى يقصدها أهل
مكة للعيش وقضاء الصيف. فدرجة الحرارة القصوى المسجلة هي 40 درجة، ولكن الجو جاف
يبلغ فيه متوسط الرطوبة النسبي 41%، أما معدل الحرارة السنوي فهو أقل من 30 درجة،
ومتوسط درجة الحرارة في شهر تموز الأشد حرارة بين أشهر السنة هو 35.1 درجة. ومتوسط
درجة الحرارة في كانون الثاني هو 8.4 درجة. أمطارها ليست بالغزيرة، فمعدل الهطول
السنوي هو نحو 120 مم.
لا يعرف عن تاريخ الطائف الشيء الكثير معرفة
أكيدة. كانت مدينة معروفة في فترة ظهور الإسلام، زارها الرسول وغزاها لاحقاً. وكان
لعمر بن العاص فيها مزارع، وهي منطقة ذات بساتين تزرع فيها الخضار والفواكه. وفيها
عيون كثيرة أشهرها عين "بردى"، لمياهه مذاق مياه بردى الشام وكذلك للفواكه
والخضروات التي تزرع وتسقى من مياهه!
تقول الحكاية أنه لمّا استودع النبي ابراهيم
زوجته هاجر وابنه اسماعيل بجوار الكعبة وقفل عائداً إلى بلاد الشام، استجاب الله
لدعوته (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع... فاجعل أفئدة من الناس تهوى
إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. سورة ابراهيم، الآية 37) فأمر جبريل بقلع
قرية من قرى الشام بعيونها وأشجارها ونقلها إلى الأرض التي ترك فيها النبي إبراهيم
زوجته وابنه. امتثل جبريل للأمر وطاف بها بالبيت الحرام ووضعها حيث هي الآن... لذا
سميّت بالطائف!... أما أهل الشام من زوار الطائف فيؤكدون أن الطائف وما حولها تذكرهم
ببلادهم... وأيا ما كان، فقد كانت الطائف مقراً لسوق عكاظ الشهير، وفيها تم اتفاق
الطائف الشهير الذي أعلن انتهاء الحرب اللبنانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق