بول ونوش إيلوار |
بول
إيلوار (1895-1952) شاعر الحب والحرية والثورات... عرف الحب في حياته كثيراً،
وعرفه حباً قوياً جامحاً... ماتت زوجته نوش التي كان متيّماً بها بسكتة دماغية مفاجئة،
فتمنى الموت...بعد ثلاث سنوات وقع في حب جديد فكتب عن الحب واستبشر بالحياة.
اعتقدت
القدرة على تحطيم العمق والمدى
بحزني
العاري بلا اتصال ولا صدى
استلقيت
في سجني ذي الأبواب العذراء
كميّت
عاقل عرِف كيف يموت
موت
غير متوّج إلا من عدميته
استلقيت
على الأمواج الواهية
سُمٌ
امتُص حباً بالرماد
بدت
لي الوحدة أكثر حيوية من الدم
أردت
أن أفكك الحياة
أردت
مشاطرة الموت مع الموت
أن
أعيد قلبي للفراغ والفراغ للحياة
مسح
كل شيء حتى لا يبقى لا زجاج ولا بخار
لا
شيء في الأمام ولا شيء في الخلف ولا شيء أبدا
كنت
قد أزلت قطعة الثلج من اليدين المضمومتين
كنت
قد أزلت الهيكل الشتوي
من
رغبة الحياة التي تتلاشى
أتيتِ
وأعيد إذكاء النار
تراجع
الظل وبرد الدنيا خيّم على نفسه
وتغطت
الأرض ثانية
من
لحمك الصافي وشعرت بنفسي رشيقاً
أتيتِ
وقُهرت الوحدة
كنت
أعلم أنه كان لي مرشداً على الأرض
كنت
أعلم أني مبالغ بتوجيه نفسي
كنت
أتقدم وأحتل المكان والزمان
كنت
أمضي نحوك بلا نهاية نحو الضوء
كان
للحياة جسد والأمل ينشر شراعه
النوم
يتسربل بالأحلام وبالليل
كان
يَعِدُ الفجر بنظرات واثقة
أشعة
ذراعيك تشق الضباب
ثغرك
كان مبتلاً بقطرات الندى الأولى
الراحة
المدهشة حلت محل التعب
وأخذت
أعشق الحب كما في أيامي الأولى
الحقول
محروثة والمصانع براقة
والقمح
يصنع عشه في كرة ضخمة
الحصاد
والقطاف لهما شهادات لا تحصى
لا
شيء بسيط لا شيء غريب
البحر
في عيني السماء أو الليل
تمنح
الغابة الأشجار الأمان
ولجدران
البيوت جلد مشترك
وتتقاطع
الطرق دائماً
البشر
خلقوا ليتوافقوا
ليتفاهموا
وليحبوا بعضهم
لهم
أطفال سيصبحون آباء البشر
لهم
أطفال بلا نار ولا مقرّ
الذين
سيعيدون اختراع البشر
والطبيعة
ووطنهم
وطن
كل الناس
وطن
كل الأوقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق