تكثر تطبيقات الهواتف الذكية، بعضها للتسلية
والآخر للتواصل وتبادل المعلومات، وبعضها للاستفسار والاستعلام. ولكن تطبيقات
جديدة تظهر باستمرار يهدف بعضها إلى التفاعل العملي مع حاملها بما يفيده في مناح
شتى، منها الطب. فبعض الأمراض تحتاج إلى متابعة حثيثة، ولكن ذلك يكون متعثراً في
الغالب بسبب التباعد الجغرافي مثلاً أو بسبب عدم قدرة الطبيب على متابعة كل مرضاه
على نحو مستمر. الزيارات الدورية هي الأمر المعتاد في حالات الإصابة المزمنة أو
تلك التي لا يتم الشفاء منها بمجرد علاج يحصل عقب زيارة أو زيارتين للطبيب مثل بعض
أمراض السرطان، ولكن بين الزيارتين قد تحدث تطورات هامة فما العمل؟
أخذت بعض الجامعات، مثل جامعة كارولين
الشمالية الأمريكية، بإنشاء تطبيقات بسيطة نسبياً للهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية لتحسين
متابعة مرضى السرطان. تسمح هذه التطبيقات مثلاً بإعلام أطباء المرضى عن تطور حالة
مرضاهم أثناء فترة العلاج. وقد نشرت هذه الجامعة نتائج هذه التطبيقات بعد مضي عدة
سنوات من إطلاقها التي أشارات إلى زيادة الأمل في الحياة لمستخدميها مقارنة بأقرانهم
الذين لم يستخدموها (والذين لا يقابلون طبيبهم المعالج إلا مرة واحدة في السنة)،
وهذه الزيادة بلغت وسطياً بقرابة ستة أشهر. وبالرغم من أن هذه الزيادة ليست
بالكبيرة ولكنها ذات مغزى عند الأخذ بالاعتبار أن هذه الأمراض هي أمراض صعبة
كسرطان الثدي أو البروستات أو الرئتين، خاصة أن بعضها كان في مرحلة متقدمة.
كان تدخل الأطباء المتابعين في أغلبه في
الآثار الجانبية الشديدة للعلاج المرتبطة بالعلاج الكيمائي خاصة مثل الدوخة والألم
والإنهاك وصعوبة التنفس حيث يسعى الطبيب لإراحة المريض، وفي بعض الأحيان لا يمكن
لبعض المرضى متابعة العلاج وهنا يتدخل الطبيب لإيقاف العلاج. أي أن مثل تلك
المتابعة تفضي في أقل الأحوال إلى تحسين حياة المريض.
بالرغم من أن عمر هذا التطبيق قارب العشر
سنوات، ومن أن نتائج استخدامه جيدة فلا نيّة حتى الآن في تحويله إلى منتج تجاري
ذلك أن تطويرات أخرى يمكن إضافتها إليه بما يساعد مثلاً على الكشف المبكر عن الامراض
الخبيثة، مثل سرطان الرئة عند المدخنين، عن طريق التواصل مع مراكز طبية مختصة
وتزويدها بمعلومات مستمرة عن حالة المدخن الذي يستخدم هذه التطبيقات، ومثل هذا
سيمثل إضافة هامة تساعد جداً في علاج مثل هذه الأمراض... وإن كان هذا على حساب
الوقوع في الأسر... الأسر المتزايد الذي تفرضه الهواتف الذكية بثبات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق