هو مرض من أصل نفسي في أغلبه، يدفع بصاحبه إلى التهام أغراض تقع تحت يديه
من ورق أو رمل أو تراب أو بلاستيك أو صفوة سجائر أو حشائش أو أزرار وما شابه، وهي
كلها ليست من الأطعمة التي يتغذى عليها الإنسان. والاسم اللاتينيpica مشتق من اسم طائر العقعق، وهو طائر بريش ذي ألوان صغير الحجم نسبياً،
يلتهم الحشرات وأشياء أخرى كثيرة غير الحبوب على عادة الطير.
يظهر مثل هذا التصرف لدى الأطفال الصغار بعد الشهر السادس بوضعهم أصابعهم
في أفواههم مع ما تحتويه هذه الأصابع، ولكنه يصبح في عداد المرض إن استمر لبعد السنة الثالثة.
وعند البالغين فقد يعود ذلك إلى الحالة النفسية للشخص حيث لا يمكن للدماغ ضبط الشهية لنقص في
الزنك أو الحديد في الجسم أو بسبب مرض عقلي، أو البيئة المحيطة من نقص في التغذية
أو بسبب المجاعة، أو للوسط الثقافي الاجتماعي بسبب المعتقدات الدينية أو الغذائية
أو الصحية.
يظهر هذا المرض لدى الأطفال والبالغين في مسألة أكل التراب أو الطين أو
الغبار، لأسباب دينية أو غذائية، وهو أمر عرفته البشرية منذ القدم وفي كل
المجتمعات. وهناك أكلة الرصاص الموجود في قشور الطلاء، وهي القشور المتهالكة،
ويكون هذا لدى الأطفال بكل ما يسببه من مشاكل صحيّة. كما أن الخيوط والصوف والشعر،
وهو يظهر لدى الصبايا من ذوات الشعر الطويل اللاتي يستمتعن بمضغ شعرهن. وفي حال
تكرار ذلك سيتشكل في المعدة كرة من الشعر يتطلب التخلص منها عملية جراحية.
هذا المرض معروف منذ القدم، ذكره مؤرخون وأطباء من مجتمعات وثقافات مختلفة.
إلا أن آخر الحالات المسجلة والمذكورة في مقال طبي (يمكن قراءته على هذا الرابط)
يتحدث عن شخص ياباني عمره 51 عاماً يعاني من اضطرابات نفسية لسنوات عديدة خلت والذي قام في
شهر نيسان لعام 2018 بالتهام 1894 قطعة معدنية، معظمها من فئة العشرة ينات، ويعادل وزنها نحو
8 كيلو غرام. نقل إلى المستشفى لألم في معدته دون أن يبوح بفعلته، وبعد الفحوص
والتصوير أجريت له عملية جراحية حيث أخرجت القطع المعدنية الواحدة بعد الأخرى والتي
كانت في طريقها إلى إغلاق أمعائه. وهذه الحادثة هي أكبر عملية التهام معروفة للقطع
النقدية....قيمة القطع النقدية الملتهمة لا تزيد عن 150 دولار أمريكي، أما كلفة
العملية فلا تقل عن خمسين ضعفاً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق