منحت جائزة نوبل للاقتصاد للأمريكيين ويليام نوردهوس
(77 عاماً) الأستاذ في جامعة يال، وبول رومر (62 عاماً) الذي كان مدير أبحاث
الاقتصاد في البنك الدولي وهو اليوم أستاذ في نيويورك. كلاهما عملا في موضوع النمو
الاقتصادي ولكن كل منهما من طرف خاص به، وكلاهما كانا ممن يظن أنهما كانا سيحصلان
على هذه الجائزة في السنوات الماضية. لكن جوائز نوبل لهذا العام موجهة أكثر نحو
الحياة الإنسانية وتطورها كما يمكن أن يرى ذلك من قراءة خلاصات الفائزين بهذه
الجائزة لهذا العام، وربما ساهم هذا في وقوع الخيار عليهما لهذه السنة.
عمل نوردهوس منذ العقود الأخيرة للقرن الماضي على ربط
النمو الاقتصادي والأثر البيئي. فالنمو الاقتصادي يحتاج إلى طاقة وتوليد الطاقة
سينجم عنه توليد ثاني أكسيد الكربون المضر بالبيئة. ووضع نموذجاً رياضياً لهذه
الغاية يبين العلاقة بين السياسات الاقتصادية والبيئة مع الزمن كما توضحها
المنحنيات الأربعة المبينة في الشكل المرفق. فالمنحني الأخضر يُبيّن العلاقة بين النمو
وإطلاق ثاني أكسيد الكربون مع مرور السنوات من دون أية سياسة تكترث بالبيئة. أما
المنحني الأحمر فيبين أثر وضع ضريبة على إطلاق ثاني أكسيد الكربون بهدف أن
"يكون جميع البشر في حالة حسنة". أما المنحني الأصفر فهو للشيء نفسه
ولكن مع التفكير في الأجيال القادمة. أما الأسود فهو عندما يكون الهدف هو فقط
تحديد التغير في درجة حرارة الجو تحت قيمة 2.5 درجة مئوية، وهو ما ينادي به أنصار
البيئة.
أما رومر فقد بيّن كيف أن القوى الاقتصادية تحدد رغبة
المؤسسات في توليد أفكار جديدة وإلى التجديد والابتكار، وأن التطور لا يؤثر فقط في
النمو الاقتصادي ولكن العكس صحيح أيضاً، وهذا ما يطلق عليه "نظرية النمو بالأثر
الداخلي". أي أن الاستثمار في المعرفة يقود إلى النمو الاقتصادي والنمو
الاقتصادي يقود إلى الاستثمار في المعرفة ليحافظ على اطراد نموه... ورومر هذا كان المدير
الرئيسي لأبحاث البنك الدولي الذي فرض على باحثي هذا البنك التقليل من استخدام حرف
العطف "و" في تقاريرهم لأن هذا الحرف يميّع القرار. فالشرح والشرح
إسهاباً باستخدام حرف العطف هذا يضع القارئ في حيرة من أمره. وطلب منهم ألا تزيد
نسبة استخدامهم لهذا الحرف عن 2.6% بدلاً من 7% الموجودة في تقاريرهم. ومن هنا
كانت بداية الأزمة بينه وبين البنك فاستقال. وفي هذا الصدد كان ترومان يطالب
بمستشارين بيد واحدة أو بلا أيدٍ لأنهم كانوا يقولون في شروحهم وتحليلاتهم أمامه:
هذا من جهة(يد) (from one hand)، ومن جهة (يد) أخرى (on the second hand)، ومن ثم فلم يكن لترومان أن يتخذ قراراً لأن السبب ضاع بين كثرة الأسباب!
جائزة نوبل للاقتصاد لهذه السنة هي الجائزة الخمسون. فقد منحت أول جائزة
عام 1969، وهي ليست من الجوائز التي أوصى بها نوبل، ولكن البنك السويدي، واعترافاً
منه بأهمية الاقتصاد للحياة الإنسانية بادر إلى إطلاق هذه الجائزة بالتعاون مع
مؤسسة نوبل.
جائزة نوبل للطب لعام 2018
جائزة نوبل للفيزياء لعام 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق