بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 ديسمبر 2017

لافونتين... المنجّم الذي سقط في البئر


سقط منجم في قعر بئر
فقيل له: يا للمسكين البائس،
فأنت بالكاد ترى أمام أقدامك.
وتفكر في قراءة ما فوق رأسك؟
هذه المغامرة بحد ذاتها، دون الذهاب إلى ما هو أبعد،
يمكن أن تكون درساً لمعظم البشر.

ومن بين الناس الذي نكون على الأرض،
فقلة لا تسعد بسماع قول
بأنه يمكن للبشر أن يقرءوا في كتاب القدر.
ومن هذا الكتاب غنى هوميروس ورفاقه،
ماذا كانت الصدفة بالنسبة للأقدمين،
والعناية الإلهية لنا نحن الحاضرين؟
ولكن الصدفة ليست من العلم:
ولو كانت كذلك فسنكون مخطئين
في تسمية صدفة أو حظ أو مصير،
أي شيء بعيد عن اليقين.

أما الإرادات السامية
لهذا الذي يفعل كل شيء، ولا شيء إلا عن قصد،
فمن يعرفها غيره؟ وكيف يمكن قراءة ما يضمره؟
فهل خطّ على جبهة النجوم
ما تخفيه ليالي الأزمان في أشرعتها؟
ولأي غاية؟ ألتمرين روح هؤلاء
الذين على الكرة كتبوا؟
لتجنيبنا سوءات لا يمكن تحاشيها؟
ولمنعنا من التمتع بالمسرات؟
مسببين القرف من تلك المسرات المحرّمة
وتحويلها إلى آلام قبل حدوثها؟
هذا الخطأ، أو بالأحرى الاعتقاد فيها جريمة.

تصمت القبة السماوية؛ والأفلاك تجري إلى مقرها،
والشمس تبهرنا بنورها كل يوم،
وفي كل يوم يجلو نورها الظل الأسود،
بدون أن نتمكن من استدلال شيء آخر
إلا ضرورة الإبهار والإضاءة،
وجلب الفصول وإنضاج البذور،
وأن تترك على الأجساد بعض الأثر،
وفي غير ذلك، فكيف تستجيب لطوالع متباينة
بهذا القطار المتكرر الذي يشد الكون؟

أيها المشعوذون صنّاع الأبراج،
غادروا بلاط أمراء أوروبا؛
واصطحبوا معكم المخبرين.
فأنتم وهم لا تستحقون التقدير.

ربما قد جاوزت قدري؛ فلنعد إلى قصتنا
عن هذا الراصد المرغم على الشراب.
فغير تفاهة فنه الكذاب،
فإنه صورة عن المندهشين من السراب
مع أنهم في خطر،

على أنفسهم وعلى أعمالهم والبشر.

هناك 3 تعليقات:

  1. مرحبًا،
    أشكركم على هذا المحتوى الرّائع، وألفت أنّه ربما سقطت كلمة (ما) في البيت الخامس الذي يقول: "هذه المغامرة بحد ذاتها، دون الذهاب إلى هو أبعد". فهل يجب وضعه كالتّالي: "هذه المغامرة بحد ذاتها، دون الذهاب إلى (ما) هو أبعد"؟

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف