الثامن عشر من كانون الأول لكل عام هو يوم اللغة العربية في الأمم
المتحدة، إذ لكل لغة من لغات الأمم المتحدة الست يوماً خاصاً بها. فاللغة الفرنسية
يومها هو في العشرين من آذار، والصينية في العشرين من نيسان، والثالث والعشرون من
نيسان هو يوم الإنكليزية، والروسية في السادس من حزيران والإسبانية في الثاني عشر
من تشرين الأول. ويوم العربية هذا هو يوم اعتمادها لغة رسمية في الأمم المتحدة.
كان ذلك في عام 1973 بناء على طلب الجزائر والعراق وليبيا والكويت
والسعودية واليمن وتونس ومصر ولبنان لاعتماد اللغة العربية لغة في الجمعية العامة للأمم
المتحدة، وأدرج ذلك على جدول أعمال الجمعية العمومية لجلستها رقم 28، وأقر الطلب
وصدر ذلك بالقرار رقم 3190 ليوم 18 كانون الأول وتم تطبيقه بدءاً من عام 1974. أما
يوم اللغة العربية فصدر قراره عن المجلس التنفيذي لليونسكو عام 2012.
وكانت اليونسكو قد اعتمدت اللغة العربية في مؤتمراتها التي تعقد في
المنطقة العربية منذ عام 1960 وترجمة النصوص الصادرة عنها إلى العربية. وفي عام
1966 اعتمدت اليونسكو اللغة العربية في مقرها وقامت بالترجمة الفورية إلى العربية
ومنها إلى اللغات المعتمدة فيها.
يزيد عدد المتحدثين في اللغة العربية اليوم عن 400 مليون وهي من بين أقدم
اللغات المتداولة حتى الآن. تأثرت بلغات العالم، وخاصة المجاورة للمنطقة العربية
مثل الفارسية، وباللغات اللاتينية في العصور الحديثة بسبب الاستعمار أو بسبب تداول
المصطلحات العلمية والقرب الجغرافي. كما أن اللغة العربية أثرت في هذه اللغات،
بسبب الجوار والاستعمار (للدول التي فتحها العرب في صدر الإسلام، خاصة إيران
والأندلس) والنقل من العربية أيام حضارتها، وكذلك من العرب الذين سكنوا أمصاراً
مختلفة واستقروا فيها كحال اللبنانيين والسوريين منذ مطلع القرن العشرين وربما قبل
في الأمريكيتين، وكذلك المغاربة الذين انتقلوا للعيش في دول أوروبا المجاورة
للمغرب العربي.
وهذا التأثير واضح في لغة مثل الفرنسية بحسب عالم اللغة الفرنسي
جان بريفو jean Pruvost الذي يقول بأن نحو 500 كلمة متداولة في الفرنسية هي عربية الأصل.
وتأثيرها في الفرنسية هو في المرتبة الثالثة بعد الإنكليزية والإيطالية. وهو يقول
بأنه لا يمضي يوم بدون أن يستعمل أي فرنسي كلمة من أصل عربي. ففي الصباح نطلب فنجاناً
من القهوة tasse de café،
وكلمة tasse التي تعني "فنجان" هي من أصل عربي
(طاس) وكلمة café هي
القهوة التي انتقلت إلى كل اللغات. ويتابع أمثلة كثيرة في الخضار والثمار، وهو
يقول أنك تبحث ربما في الصباح عن كأس من عصير البرتقال orange وهي انتقلت
إلى الفرنسية من العربية (نارنج)، وهكذا. وهو لا ينسى أن يذكّر بأن الطلاب في
المدارس يستعملون كلمات مثل الجبر والكيمياء العربية الأصل والفصل. وكلمة مخزن حيث
نجد حاجاتنا اليومية وكلمة "شيء" chose التي تستعمل مرات عديدة من
قبل أي شخص، وكذلك من لا يبحث عن قميصه chemise في الصباح.
ولكن هذا لا ينفي أن العرب
يواجهون مشكلة مع لغتهم، فمن النادر أن يستطيعوا الكتابة بدون أخطاء، والأصعب
إلقاء كلمة بلا لحن. وهذه مسألة تحتاج إلى حل، فنقل الأفكار، كتابة أو تلاوة، بجزالة
وبلا أخطاء له وقع آخر، يثير الاحترام والانتباه إلى المكتوب أو المسموع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق