اخترع الإنسان
أشياء كثيرة، منها ما بقي ومنها ما مضي. ومن بين الاختراعات الهامة الأولى، غير
اللغة والكتابة: الدولاب. وهو اختراع له فضل كبير بوصولنا إلى ما نحن عليه. فكل
وسائل النقل، إن لم تستعمله في الخارج كعجلات تستعمله في الداخل لنقل الحركة.
ولولا الدولاب لكنا في وضع يصعب جداً تخيله.
عرض للدواليب، من الحجري إلى المطاطي |
يقول البعض بأن
الدولاب اخترعه أهل سومر، وآخرون يقولون بأن سكان الأناضول بقرب البحر الأسود من
كان لهم شرف الاختراع، وتشير رسوم قديمة إلى وجوده في بولندا أيضاً. الجزم في ذلك
صعب جداً، وغير مهم في النهاية. ولكن هناك اتفاق على أن ذلك كان حوالى العام 3500
قبل الميلاد.
واختراعه لا يعني
استخدامه مباشرة، فالعربات لم تظهر إلا بعد ألف عام من اختراع الدولاب، وذلك
لأسباب عديدة. أولها هو أن الاستفادة منه كان يعني وجود حيوانات قادرة على جر
العربات. وهذا يعني وجود حيوانات داجنة قادرة على جر العربات. وهو ما لم يتوفر مثلاً في حضارة الإينكا في أمريكا الوسطى التي جعلت العربة لعبة للأطفال ولم تستخدمها
أداة في أعمالها لعدم توفر الحيوانات الداجنة!
مطحنة حجرية للحبوب |
ثانيها هو: كيف سيستخدم الدولاب؟ ذلك أن هناك مشكلة كبيرة في علاقته مع
محور دورانه، فكيف للدولاب أن يدور بسهولة بالرغم من الاحتكاك بين المحور والفتحة
المصنوعة في مركز الدولاب. وهو احتكاك قد يجعل المحور والدولاب قطعة واحدة، ومن ثم
فلا فائدة من الدولاب. استغرق حل هذه المسألة زمناً كبيراً، من أهم الحلول في
العصر الحديث هو اختراع مدحرجة الكريات (الرولمان)، الذي يخفف من الاحتكاك بين
المحور والفتحة المركزية للدولاب، مما يجعل الدولاب يسير بسهولة وخاصة إذا كان الطريق معبداً، أي أن االسير عليه يكون أقل احتكاكاً وأسهل.
وفي فترة مبكرة، قبل أن يستخدم الدولاب في النقل، فقد استخدم الدولاب
أو القرص الحجري المستدير في طحن الحبوب منذ آلاف السنين، وهي تقنية لا تزال
مستخدمة حتى يومنا هذا في بعض المجتمعات. واستخدم الدولاب لرفع المياه بكثافة أيام الرومانيين (النواعير).
بقي أن نقول إن الدولاب استخدم رمزاً في الأساطير كثيراً، ومن بين ذلك
تمثيل الحياة بأنها دولاب، لا بداية له/لها ولا نهاية. وأنه يمثل انكشاف الوحي الإلهي.
لكنه استخدم للتعذيب، ليس الآن فقط، وإنما هناك شهداء للكنيسة ماتوا تحت التعذيب
من بينهم القديسة كاترين الإسكندرانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق