هو ليف حيواني
تنتجه يرقة الحرير التي هي فراشة عند اكتمالها، ولكنها أثناء طور تحولها إلى فراشة
تنسج حولها ما يسمى بالشرنقة لتحمي نفسها، بانتظار أن تكتمل وتخرج
طلباً للحياة والطيران.
اليرقات وأوراق التوت |
تبدأ القصة مع وضع
أنثى القز لما بين 300 و 500 بيضة، لتموت بعدها. تأخذ اليرقات الصغيرة بقضم ورق التوت
لمدة خمسة أسابيع تقريباً ليصبح طولها حوالى 10 سنتيمترات. تبدأ اليرقات بتشكيل
الشرانق حولها بواسطة لعابها الذي يجف مباشرة تقريباً، وكل شرنقة تتألف من بين عشرين
إلى ثلاثين طبقة. وهذه الخيوط هي خيوط الحرير الأولى، التي يبلغ طولها في الشرنقة
الواحدة حوالى 2 كم.
ولاستخراج خيوط
الحرير يجب منع اليرقة، التي تكون في طريقها لأن تصبح فراشة، من الخروج وذلك
بقتلها داخل الشرنقة بعد فترة تتراوح بين ثمانية وعشرة أيام من بدء تشكيل الشرنقة
وذلك بتعريضها لدرجة حرارة بين 70 و 80 درجة مئوية، ومن ثم وضعها في ماء بحالة
الغليان. تسمى هذه العملية بعملية خنق الديدان، والمكان الذي تجري فيه هذه العملية
يسمى بالمخنق. ولفك خيط الشرنقة يجب العثور على طرف خيطها، وهذا ما يتم بتحريك الماء الذي توضيع فيه الشرانق بواسطة عصي صغيرة تعلق عليها أطراف خيوط
الشرانق. ولتشكيل خيط النسيج الحريري يجري فتله مع خيوط شرانق أخرى، وهذا ما يعرف
باسم غزل الحرير.
راهبان يحملان سر الحرير إلى الأمبراطور جوستنيان |
عرفت الصين الحرير
وإنتاجه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وبقي ذلك سراً خفياً على الجميع. ولكن
الحضارات الأخرى كشفت السر عن طريق جواسيس من الرهبان والأمراء والتجار. ولم ينتج
الحرير خارج الصين إلا في القرن السادس الميلادي، حيث بدأ إنتاجه في أوروبا/الإمبراطورية
الرومانية الشرقية.
ضرب الشرانق للعثور على أول الخيط |
ينتج العالم حوالى
150 ألف طن من الحرير سنوياً، تنتج الصين لوحدها أكثر من 40% منه، يليها في ذلك
اليابان ثم الهند. الهند هي المستهلك الأكبر لهذه الخيوط، التي تستخدم في إنتاج
نسيج يعتبر بين الأفخر بين الأنسجة.
بقي أن نقول إن
الأسطورة تقول إن نساء صينيات كن يبحث عن فاكهة فعثرن على شرانق، وبما أنها صعبة
المضغ وضعنها في الماء، ومع ذلك بقي هضمها صعب، لذا قمن بضربها وعثرن بذلك على طرف
الخيط، الخيط الحريري الذي بدأت معه حكاية الحرير التي صنعت عبر التاريخ ما سميّ
بطريق الحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق