أوبرا كارمن... الخيبة والنجاح

 

أوبرا كارمن هي أكثر أوبرا عزفت وغنيت في العالم. وهي أوبرا ذات أربعة فصول يشارك فيها العديد من المغنين والراقصين والممثلين. عرفت بصعوبة أدائها وصعوبة موسيقاها، على الأقل في أول مرة غنيت فيها. ألحانها من أكثر الألحان تداولاً في وسائط الإعلام والتواصل، ربما دون معرفة أصل هذه الألحان ومرجعيتها لهذه الأوبرا.

مؤلف هذه الأوبرا هو جورج بيزيه موسيقياً. أما النص فبنيّ على قصة كتبها بروسبير ميريميه عام 1846. عرضت أول مرة في الثالث من آذار عام 1875 وكان العرض بائساً للغاية. فقد كان العازفون والمغنون في أول عرض سيئين للغاية، وكان تغيير الديكور يستغرق وقتاً طويلاً مما جعل الحضور يملون تلك الأوبرا ويغادرون القاعة الواحد تلو الآخر. مما أثار نقمة الجمهور والنقاد. لم يتحمل بيزيه الصدمة وتوفي بأزمة قلبية في الثاني من حزيران من العام نفسه، ولم يتجاوز عمره السادسة والثلاثين.

 

وبالرغم من ألحانها الجميلة والتناغم الرائع بين الموسيقا والكلمات، فقد كانت أسباب الفشل غير فنية في الأصل. فمن جهة كانت غير مألوفة في موسيقاها ومشاهدها، مما جعل المغنين والموسيقيين في أول مرة يأخذون موقفاً سلبياً منها. ولكن السبب الأكبر لفشلها إنما يعود إلى رفض الجمهور  والموسيقيين والمغنين للقصة. فكارمن هي امرأة لعوب، لا تلتزم بشيء ولا تحترم العرف القائم في ذلك الوقت، وتتنقل من عاشق إلى آخر، وكل ما تبحث عنه هو حريتها ولهوها. وهذا ما أثار حفيظة النقاد والجمهور.

عرفت هذه الأوبرا أول نجاحاتها خارج فرنسا بلد ملحنها وكاتبها. وكان ذلك في فيينا في العام نفسه. حضرها كبار موسيقيي العالم في ذلك الوقت من أمثال برامز وفاغنر وتشايكوفسكي الذي قال عنها: ستصبح هذه الأوبرا أشهر أوبرا في العالم خلال عشر سنوات قادمة. ولم يكن مخطئاً في ذلك، فقد أصبحت أشهر أوبرا في العالم حتى اليوم... من بين محبيها الكبار كان الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه الذي شاهدها أكثر من عشرين مرة!!

غنيت هذه الأوبرا في مختلف دول العالم، وصنع حول هذه القصة، باستخدام مقاطع شهيرة من موسيقاها، أكثر من عشرين فيلماً سينمائياً.

بقي أن نقول إن لكل مكان زمان، وهذا الزمان لا يمكن التعجيل فيه بدون مشيئة من يعيشون في هذا المكان.... ولمن يريد مشاهدة الأوبرا وسماعها، فهي على الرابط: كارمن