ولد جان فرانسوا شامبليون
Jean-François Champollion
في فرنسا عام ١٧٩٠ وأظهر
منذ طفولته موهبة استثنائية في إتقان اللغات، فقد تمكن من إتقان اللاتينية
واليونانية والعربية والعبرية والسريانية والسنسكريتية والقبطية والفارسية عندما
كان في الخامسة عشرة من عمره. قدّم وهو في السادسة عشرة من عمره ورقة أكاديمية حول
اللغة القبطية أمام أكاديمية غرونوبل Grenoble. كان اهتمامه الأول هو
التاريخ المصري وكان يردد: "كلي لمصر وهي كل شيء بالنسبة لي".
حجر الرشيد |
وبالفعل فقد أمضى شامبليون حياته في جامعة غرونوبل
يدرس اللغة القبطية الهيروغليفية ويحاول فك رموزها. كانت حياته في هذه المدينة بين
المضطربة والمستقرة بسبب القلاقل السياسية في مطلع القرن التاسع عشر، فقد كان
نابليونياً وملكياً ومؤمناً بمعتقدات الكنيسة في الوقت
نفسه. ولكنه اضطر لمغادرة غرونوبل عام 1821 بعد أن
أقصي عن عمله في المكتبة بسبب مواقفه.
ومنذ عام 1821 بدأ بفك شيفرة اللغة الهيروغليفية
متعرفاً على بعض محتويات المراسلات الملكية التي تعود إلى بطليموس الخامس والموجودة
على حجر الرشيد، وبعده على لفائف تعود إلى كليوباترا استناداً إلى مسلة وبعض أوراق
البردى ثنائية اللغة، الهيروغليفية والإغريقية. وساعده في ذلك أيضاً مكتشفات معبد أبو سمبل والكتابات
الموجودة على جدرانه حيث تعرّف على كلمات "رع" و"رمسيس" وعلى
جملة تقول بأن "رع هو من أتى برمسيس إلى العالم" وتعرّف أيضاً إلى
"تحتمس". وفي عام 1822 نشر "الموجز في النظام الهيروغليفي لقدامى
المصريين" دون أن يحوز ذلك على قبول كل المختصين.
شامبليون بثياب مصرية |
سميّ في عام 1826 مسؤولاً
في متحف اللوفر عن المجموعات المصرية، وساهم باقتناء مجموعة قيمة تعود القنصل
البريطاني في باريس، كما ساهم في جلب مسلة الأقصر إلى باريس. وفي عام 1828 قام
برحلة العمر إلى مصر تمكن خلالها من التحقق من نظامه الهيروغليفي وصحته، مفككاً
بعض النصوص الاخرى. عاد إلى فرنسا في نهاية عام 1829 حاملاً معه مرض الملاريا.
وهذا لم يمنعه من التقدم إلى الكوليج دو فرانس وإلقاء المحاضرة التقديمية عام
1831، ولكن لم يطل ذلك به، فقد توفي عام 1832 ودفن بحسب وصيته بقرب صديقه جوزيف
فوريه الرياضياتي الشهير الذي كان قائم مقام مدينة غرونوبل عندما كان شامبليون في
مقتبل العمر... حياة أمضاها في الدراسة والبحث والتمحيص والتدقيق في لغة صورية
ورمزية وصوتية كما قال، وبفضل أعماله أمكن التعرف إلى الكثير عن تاريخ مصر القديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق