هذا عنوان لوحة
للرسام الهولندي الشهير رامبرنت. هذه اللوحة كانت من مقتنيات متحف مدينة فرنسية صغيرة
(دراغنيان) إلى غرب شمال مدينة كان. وهي تمثل طفلاً يمسك بيده فقاعة صابون.
وهي لوحة، على عادة لوحات رامبرانت، تحمل أحاسيس يصعب على المشاهد ألا يشعر بها.
وهذا ما حدث للصبي الفرنسي باتريك عندما شاهدها في متحف بلدته. كان يذهب ليراها
كلما تسنى له ذلك، فهي كانت تتضمن شيئاً من ذاته كما قال. وتدور الأيام، يكبر باتريك ويعمل في تقانة الإنذار والأمان. يزور المتحف ضمن عمله، ويطلع على نظام الإنذار.
وهنا يفكر في سرقة اللوحة. يختار لذلك ليلة العيد الوطني الفرنسي، حيث سيكون
الجميع مشغولين بالاحتفالات، وعندها سيكون من الضجة ما يكفي لتغطية كل ما يحتاجه
ليقوم بفعلته. وهكذا حدث في عام 1999. أخفى اللوحة في بيته مدة 15 عاماً، كان دائم
الخوف، هو خوف على اللوحة في أغلبه، لأنه كان يخفيها أسفل سريره أو خلف الخزانة،
وهي بهذا عرضة للتلف. لذا قام في عام 2014 بإبلاغ الشرطة بأمره، لتعود اللوحة إلى
مكانها. قيمة هذه اللوحة تقدر بأربعة ملايين دولار.
أما رامبرانت، فهو
رسام هولندي، سنة ولادته غير معروفة بالضبط، وهي بين عامي 1606 و 1609، ولكن تاريخ
وفاته معروف، وكان ذلك في عام 1669 في مدينة أمستردام حيث أمضى معظم حياته، وحيث لا
يزال البيت الذي أمضي فيه آخر سني حياته. تعلم الرسم والحفر على يد أساتذة
هولنديين من أتباع المدرسة الإيطالية. لكن لوحات رامبرانت أتت بجديد وثوري في عصره. فهو
كان من أبرع من يسجل تفاصيل الحياة وأبرع من يصور المشاعر على وجوه أبطال لوحاته.
تظهر لوحاته كل ما كان يريد إظهاره مضيئاً بالنسبة إلى باقي اللوحة التي تبقى
قاتمة. فوجه ابنه ووجهه اللذان رسمهما مراراً يظهران دائماً كبقعة مضيئة تفيض
بالمشاعر في وسط معتم. كل هذا مع لوحاته التي تظهر أناساً عاديين (ليسوا أمراء أو
ملوكاً، إلا إذا كان الأمر يقتضي ذلك) يريدون إيصال مشاعرهم للمشاهدين. وهو بذلك
مثل ثورة ومدرسة في حياته. ولا يزال ما تركه من أعمال فنية (قرابة 600 عمل) باقياً
إلى اليوم في متاحف العالم.
من لوحاته الجميلة
تلك المسماة بـ "إسحاق وربيكا". وهي لوحة باهرة على
أكثر من صعيد، فغير التعابير التي تظهر على وجه الخطيبين، وغير الألوان الجميلة المنتقاة
لهذه اللوحة، فهو استخدم طبقات طلاء اللون لإضفاء نوع من البعد الثالث على بعض
مناطق هذه اللوحة. وكما قال عنها مواطنه فان غوغ بعد قرنين من الزمن: بإمكاني أن
أعيش خمسة عشر يوماً بلا طعام مكتفياً بالتحديق في هذه اللوحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق