الحزب السياسي هو تنظيم سياسي لجماعة من الناس يبحث عن التأثير في السياسة
الحكومية عن طريق الفعل المباشر عند مشاركته في السلطة أو لا، وذلك بما يتوافق مع مبادئ
الحزب وما ينجم عنها من سياسات يتطلع إلى تطبيقها على قضايا المجتمع الذي يعيش فيه.
والحزب بالمفهوم المعاصر هو "اجتماع لأناس ينادون بعقيدة سياسية واحدة"،
وهو "بنية أساسية سياسية من بنى الديموقراطية"، له برنامج سياسي يسعى
إلى تطبيقه حال تسنمه الحكم.
لوحة تمثل التوري والويغ |
شغلت هذه المسألة أو الأزمة بال السياسيين البريطانيين، لأنها كانت تمثل تهديداً
بانقسام بالبلد إلى معسكرين. ومن أبرز من كتب فيها الفيلسوف البريطاني الشهير
ديفيد هيوم، وألف عدة دراسات في هذا الخصوص أبرزها دراسة بعنوان "في
الأحزاب". وصنّف نشوء الفصائل بين الناس وأسبابها، وكيف تتألف. فهناك الفصائل التي
تعتمد على "الارتباطات المتنوعة للناس بعائلات وأشخاص مميزين يرغب هؤلاء
الناس بوصولهم إلى الحكم". وبعض الفصائل "تستند على المصلحة، كما في حالة
جماعتين، مثل النبلاء والعامة، لهما تأثير متباين على الحكومة وغير متوازن، مما
يؤدي إلى أن يكون لكل منهما مصلحة مختلفة". كما أن هناك "فصائل تتشكل بناء على مفاهيم هي في العموم
مجردة ونظرية، قابلة للنقاش والتطور مع الزمن. وهذه تمثل الفصائل (الأحزاب) الرئيسية" . وكما رأها هيوم "فهي
واضحة في الزمن الراهن، وهي ربما، الظاهرة العظيمة التي لا يمكن تفسيرها، التي لا
سابق لها في أمور الإنسانية". .."يستدعى ظهور هذه الأحزاب عقلنة للحياة
السياسية من اللحظة التي يكون فيها التباين السياسي نتيجة لتباعد في الآراء، وليس
لعداوات شخصية، ويمكن التفاهم دائماً". ومن يومها اعتبر هيوم أن التعددية السياسية
هي ظاهرة طبيعية.
ولكن الأحزاب السياسية لم تظهر بالمعنى الحديث إلا منذ منتصف القرن التاسع
عشر. فأول ما ظهرت في الولايات المتحدة عام 1830، وظهرت في بريطانيا مع الإصلاح
الانتخابي عام 1832. أما في فرنسا فلم تظهر حتى عام 1901.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق