عرف
كريستوف كولمبوس الدخان (التبغ
tobaco)
في
أمريكا الوسطى في رحلة اكتشافها وحمله معه عندما عاد إلى أوروبا واستخدم
للزينة والعلاج ثم سجائر.
ولم
تنشط صناعة السجائر على حد كبير إلا بعد عام 1830
عقب
اختراع أعواد
الثقاب في بريطانيا قبل ذلك ببضع سنوات.
وهي
صناعة ازدهرت، ولا تزال، بالرغم من اكتشاف
الآثار السلبية للدخان منذ مطلع ستينيات
القرن الماضي، وبالرغم من طلب معظم دول
العالم وضع علامات كبيرة تشير إلى ضرر
الدخان بالصحة وكذلك من وقف الكثير من
الدول الإعلانات الخاصة بالسجائر، وكذلك
منع التدخين في الأماكن العامة، المغلقة
خاصة، من الدوائر الرسمية إلى المطاعم
والمقاهي ووسائل النقل.
عدد
السجائر التي تدخن في الثانية الواحدة
في العالم يفوق 127
ألف
سيجارة،
أي أن ما يحرق سنوياً من السجائر يزيد عن
4000
مليار
سيجارة، أي
أكثر من 200
مليار
علبة سجائر، وبافتراض أن ثمن علبة السجائر
هو دولاراً واحداً (وفي
بعض الدول يصل إلى أضعاف ذلك)
فسيكون
إنفاق العالم على السجائر نحو 200
مليار
دولار.
والأرقام
الفعلية أكثر من ذلك!
وهذا
بالرغم من تراجع نسبة المدخنين في بعض
دول العالم التي وعت حقائق الدخان مثل
الولايات المتحدة التي تراجعت فيها نسبة
المدخنين من 42%
عام
1965
إلى
19%
عام
2000
إلى
16.1%
عام
2009
وكذلك
اليابان من 32.9%
عام
2000
إلى
24.9%
عام
2009،
ومثل ذلك النرويج من 32%
عام
2000
إلى
21%
عام
2009.
والدخان
مسؤول عن موت عشرة أشخاص في العالم في كل
دقيقة ليصل عددهم إلى أكثر من ستة ملايين
سنوياً.
وعدد
من ماتوا بسبب الدخان في القرن العشرين
كان أكثر من 100
مليون،
أي أكثر ممن ماتوا في الحربين العالميتين،
ومن المتوقع أن يفوق قتلاه مليار شخص في
القرن الواحد والعشرين إن لم يصح العالم
من سكرته.
وفي
غير هذا فإن نحو 3%
من
الناتج الإجمالي لمعظم دول العالم يذهب
في الدخان وآثاره المجتمعية.
فبالرغم
من أن كثير من الدول تضع رسوماً وضرائب
عالية على الدخان، كما هو الحال في أوروبا
مثلاً، وأن الدول تجني من وراء ذلك عائدات
كبيرة فإن الكلفة الصحية أكبر من ذلك
بكثير.
ففرنسا
مثلاً تجبي
نحو 14
مليار
يورو من رسوم الدخان ولكن كلفة ذلك
الإجمالية على المجتمع الفرنسي تصل إلى
47
مليار
يورو.
أكثر
الدول المنتجة للتبغ هي الصين بنسبة 42%
من
الإنتاج العالمي تليها البرازيل بنسبة
11.4%
ثم
الهند بنسبة 11.2%
ثم
الولايات المتحدة بنسبة 4.7%
.
وأكثر
الدول استهلاكاً للدخان منسوباً إلى
الفرد لمن تزيد أعمارهم عن 15
سنة
بحسب إحصاءات تعود لعام 2014
فهي
منتينغرو (4125)
ثم
بيلاروسيا (3831)
ثم
لبنان (3023)
ثم
ماسدونيا ثم روسيا.
وأقل
الدول استهلاكاً معظمها في أفريقيا مثل
غينيا (15)
وأوغندا
(41)
ورواندا
(53)
والحبشة
(76)
بالرغم
من أن أول نرجيلة بدائية اكتشفت حتى الآن
كانت في هذا البلد.
ومن
بين الدول التي تنتج الكثير من التبغ
ولكنها لا تستهلك إلا القليل منه نجد
الهند (111
سيجارة
وسطياً سنوياً لمن تزيد أعمارهم عن 15
سنة).
أما
شركات الدخان الكبرى في العالم فهي فيليب
موريس (التي
تنتج مارلبورو من بين ما تنتج)
ولها
نحو 19%
من
سوق السجائر في العالم يليها شركة التبغ
الأمريكية البريطانية بنسبة 17%
(لوكي
ودنهيل وغيرها)،
ثم شركة التبغ اليابانية بنسبة نحو 11%
(كامل
ووينستون وغيرها)
ثم
الأمبريال توباكو البريطانية بنسبة 5.6%
(دايفدوف
والغولواز والجيتان وغيرها).
وغير
الآثار الصحية والاقتصادية للسجائر على
الأفراد، فإن لها أثراً كبيراً على البيئة،
فالتبغ مسؤول عن 5%
من
الغابات المقطوعة في العالم التي تستهلك
في تجفيفه.
والسجائر
تحتاج بين سنة إلى ثلاث لتحللها إن كانت
بمرشح أو أربعة أشهر إن كانت بغير ذلك،
وأن ولاّعة السجائر البلاستيكية تحتاج
إلى مائة سنة لتتفكك!!..
هل
يبلغ الإنسان الرشد يوماً!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق