منطقة قيرون في مرتفعات الجنوب |
تقع
سلطنة عمان في أقصى
جنوب
شرقي شبه الجزيرة العربية، مساحتها نحو
309
كيلومتر
مربع وعدد سكانها نحو 4
ملايين
نسمة، أي بمعدل 13
شخص
لكل كيلومتر مربع.
يعتمد
اقتصادها على البترول (600
ألف
برميل يومياً)
الذي
يتناقص بسرعة ولن تكون حصته من الناتج
المحلي بأكثر من 9%
من
الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك الغاز،
مع حلول عام 2020.
وغير
البترول والغاز تعتمد عمان على السياحة
والزراعة.
تتألف
أرض عمان من مساحات كبيرة صحراوية فيها
عدة سلاسل جبلية يصل ارتفاع أعلى قمة
فيها إلى نحو ثلاثة آلاف متر.
وعلى
هذا فجو عمان حار عموماً ولكن مرتفعاتها
تمتاز بدرجة حرارة مقبولة
وطبيعة جميلة ومياه جوفية للاستهلاك
البشري والزراعي.
هذه
المياه تظهر على شكل ينابيع في المرتفعات
أو آبار سطحية تُحفر هنا وهناك.
وفي
كل الأحوال يجري جر هذه المياه إلى مسافات
بعيدة أحياناَ ضمن نظام عرف باسم "الأفلاج"
مفردها
"فلج"
بمعنى
التجزئة إلى أقسام.
والأفلاج
هذه ليست إلا أقنية في أغلبها تحت الأرض،
تصل إلى السكان وأراضيهم وفق حساب ورقابة
بحيث يحصل كل على حقه من المياه.
يعود
تاريخ هذه الأفلاج إلى نحو أربع آلاف سنة
خلت كما بينت ذلك أبحاث أثرية ولكن أقدم
ما تبقى من هذه الأفلاج يعود إلى مطلع
القرن
السادس الميلادي.
عدد
المتبقي منها يقارب ثلاثة آلاف فلجاً
ومجموع طول قنواتها أقل من ثلاثة آلاف
كيلومتر بقليل.
بنيت
بميل بسيط بحيث تنساب المياه بتأثير
الجاذبية.
وهي
تروي نحو 18
ألف
هكتاراً من الأراضي التي تزرع فيها الثمار
والخضراوات والورود.
اعتبرت
هذه الأفلاج منذ عام 2006
ضمن
الإرث البشري العالمي
الذي تراع اليونيسكو،
وقبل ذلك (عام
1987)
اعتمدت
اليونيسكو
أيضاً حصن
بهلا الذي بُنى في القرون الوسطى في الجبل
الأخضر.
وبعدها
المواقع الأثرية للختم والعين وهي مقابر
تعود للألف الثالث قبل الميلاد.
مياه
هذه الأفلاج تتوقف أحياناً، لأسباب
جوية-جيولوجية
وتعود للجريان بعد حين، وهذا ما يجعل
السكان يعتقدون بأن "الجان"
تشاركهم
المياه، وأن المياه أثناء غيابها تكون
بحوزة "الجان"...ولكن
هذه المياه آخذة في الاضمحلال نتيجة
للتغيرات المناخية والبيئية...
نرجو
أن يكون للجان دورٌ إيجابي في عودة المياه
إلى مجاريها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق