انتهى
الخصام بين النسر والبوم،
وتعانقا،
أقسم
الأول باسم الملك والثاني باسم البوم،
بأن
لا يؤذي أحدهما أبناء الآخر.
سأل
البوم:
هل
تعرف أولادي؟
قال
النسر كلا.
بئساً،
قال الطائر الحزين:
أخشى
والحال
هذه على مصيرهم:
إنه
لمن لطف
الأقدار
أنهم
لا زالوا أحياء.
وبما
أنك ملك، فلا
اعتبار عندك
لكائن
من كان:
فالملوك
والآلهة، شئنا
أم أبينا،
يضعون
الكل في فئة واحدة.
فالرحمة
لصغاري إن قابلتهم.
قال
النسر:
صفهم
لي أو أرينهم:
ولن
أمسهم في حياتي.
تابع
البوم:
صغاري
رائعون
جميلون
ولا مثيل لهم:
وستعرفهم
من هذه العلامة.
تذكرها
ولا تنساها أبداً.
حتى
لا تطالني تلك المصيبة اللعينة عن طريقك.
ولمّا
أن الله وهب البوم ذرية،
فقد
كان عليه أن يبحث ذات مساء عن غذاء.
لمح
النسر صدفة،
في
زوايا صخر صوان،
أو
في فوهة وكر،
(لا
أعرف أياً
من الإثنين)،
مسوخاً
بشعة جداً،
مذعورة،
تأنُّ بصوت بغيض.
فقال
النسر لنفسه:
هؤلاء
الصغار ليسوا صغار صاحبنا.
لألتهمهم.
وهذا
ما أنجزه النسر
في الحال:
فوجباته
ليست بالوجبات الهينة.
ولم
يجد البوم عند عودته سوى أقدام صغاره
الأعزاء،
أسفاً
على كل شيء، شكا أمره للآلهة طالباً
أن
يُعاقب الفاعل على ما سببه له من آلام.
ولكن
أحداً قال له عندها:
لا
تلم إلا نفسك
أو
هو
القانون العام،
الذي
يقول بأن المرء يجد أن أمثاله
جميلون
وبهيو الطلعة،
ولطفاء خصوصاً.
لقد
قدمت هذه الصورة للنسر عن صغارك:
فكيف
له أن يظن بأنهم أولادك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق