بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 سبتمبر 2017

الهر وعصفورا الدوري... لا فونتين


إلى مولاي دوق إقليم بورغنيون

عاصر هرٌ عصفور دوري يافع،

سكن بجواره مذ كان في المهد.
فللقفص والسلة إله واحد.
غالباً ما اغتاظ الهر من الدوري:
فالأول يهمُ بمنقاره والآخر يلهو براحتيه.
كان الهر يتغاضى عن صديقه.
            فلا ينهره إلا قليلا
            ومنع نفسه ببأس
            من استعمال مخالبه الحادة.
            والدوري لاهمّ له ولا اكتراث،
            ينقره بحدة؛
            ولكن الهر باعتباره راشداً،
            يتسامح مع ألعاب الدوري:
فالأصدقاء لا يتخلون عن بعضهم
لمجرد أمر مهما كان.
ولما كان الاثنان يعرفان بعضهما منذ الصغر،
فكان السلام مخيّماً؛
ولم يحدث قط أن تحول الهزل إلى خصام،
            إلى أن جاء دوري آخر لزيارتهما
وأصبح رفيقاً للدوري المتوقد والهر العاقل؛
حدث شجار بين العصفورين؛
            وأصبح الهر طرفاً
هذا الغريب المخادع
            يشتم صديقنا؛
أأتى ليدوس لنا على طرف؟
لا، وباسم كل الهررة! وفي الحال دخل المعركة.
فانقض عليه مبتلعاً.
وقال الهر: إن لعصافير الدوري مذاق طيب بالفعل.
وبهذا القول أصيب صاحبنا الدوري بالذعر.
أي عبر تستقى من هذه الحكاية؟
وبدون هذا فكل حكاية تكون ناقصة.
تساورني بعض الأفكار، ولكن خيالها يهرب مني.
مولاي، إنك في الحال كاشفها:
فهي من الألعاب بالنسبة لك، وليست كذلك لملهمتي؛

التي هي وشقيقاتها ليست برجاحة العقل مما تملكون. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق