أو العماء الناجم عن الحركة، الذي يقصد به الغياب
البصري أو التهيؤ الإدراكي لجزء من صورة بسبب حركة أجزاء أخرى منها تحجب أجزاء
ثابتة. وكما يبين ذلك البيان المرافق الذي يظهر فيه ثلاث دوائر برتقالية
صغيرة وأخرى خضراء في مركز الصورة بحالة اختفاء وظهور مستمرة وشكل هندسي متحرك في
خلفية الصورة. وعند التحديق في البقعة الخضراء لفترة يختلف طولها من شخص لآخر، ستختفي الدوائر البرتقالية جزئياً
أو كلياً وقد تعود للظهور والاختفاء مرة ثانية!
هذه الظاهرة المحيرة لا تزال موضع جدل بخصوص
تفسيرها. اكتشفت لأول مرة عام 1965 وأعيد التأكيد عليها في مطلع القرن الحالي. البعض
يقول بأننا لا نزال نجهل الكثير عن أسرار النظر ومن ثم فلا يمكننا تقديم تفسير
قاطع. البعض يقول بأن هذه دلالة قاطعة على "الوعي" الذي نجهد في تعريفه
على نحو قاطع دون أن نصل إلى تعريف نهائي. فالدوائر البرتقالية موجودة ثابتة لم
تختفي ولكن وعينا الذي انشغل بالحركة فأهمل الدوائر الثابتة لصالح الحركة. والبعض
الآخر يقول بأنها نتيجة عدم اكتمال الدماغ الإنساني الذي لا يزال في حالة تطور لم
تنته بعد. ويذهب البعض إلى القول بأنها نتيجة وراثية من أجداد الإنسان الحالي
الذين امتهنوا الصيد على مر آلاف السنين، وهو الصيد الذي كان يبحث عن إهمال الثابت
أمام المتحرك الذي يريد اصطياده.
ظاهرة أخرى مماثلة تعود إلى أكثر من قرنين من
الزمن اكتشفها السويسري تروكسلر عام 1804 وتعرف باسم أثر تروكسلر أو "بهتان تروكسلر" الذي يقول بأن التحديق في شيء ثابت بعيد نسبياً عن محرض بصري متحرك سيجعل هذا المحرّض يختفي أو
يتغير إلى مظهر آخر كما يمكنكم معاينة ذلك بالتحديق في الصليب في وسط الشكل
المرافق.
وأيا ما كان فإن هذه الظواهر تتمثل أمامنا في
كل يوم دون أن ننتبه إليها، فأشياء كثيرة تحدث على مرأى أعيننا ولا نراها
لانشغالنا بأمر آخر، وفي كثير من الأحيان نرى أشياء أخرى مغايرة لتلك التي أمام أعيننا... وليس ذلك بالضرورة عن
سابق إصرار وعمد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق