ليس للأمر علاقة لا باللعب ولا بالحياة، وإنما هي "آلية" بسيطة تسير وفق قواعد بسيطة (وهي لعبة بهذا المعنى) يمكن عند
انطلاقها من الوصول إلى أشكال تنمو وتتحرك من حيث الظاهر ولبعضها أن يتكاثر فيما
يشبه تشكيل الحياة. كان الرياضياتي فون نيومن قد بحث في أربعينيات القرن الماضي عن
آلة افتراضية (برنامج حاسوبي) يمكنها أن تنسخ نفسها، وأفلح في ذلك ولكن نموذجه كان
ذا قواعد معقدة لا تتوافق مع ما نعرفه في الطبيعة من قواعد وقوانين بسيطة. ولكن
الأمريكي جون كونوي Conway أفلح عام 1970 في وضع قواعد بسيطة لمثل تلك الآلة
التي كان فون نيومان يبحث عنها وأسماها لعبة الحياة Game of Life.
تجري هذه "اللعبة" على شبكة مستوية (ورقة ذات مربعات) ذات عدد كبير جداً من الخلايا، ولكن مساحة الشبكة يمكن أن تكون محدودة. لكل خلية ثمانية خلايا مجاورة لها. ويمكن لكل خلية أن تكون في إحدى حالتين من "حيّة" أو "ميتة" وذلك وفق القاعدتين الآتيتين:
1. كل خلية ميتة تنتعش وتصبح حيّة إذا جاورت ثلاث خلايا حيّة (ولادة خلية).
2. كل خلية يجاورها خليتان أو ثلاث خلايا حيّة تبقى حيّة وإلا فتموت.
وهاتان القاعدتان تطبقان على خلايا الشبكة اعتباراً من وضع ابتدائي على نحو متكرر وبلا توقف. فمثلاً لو كان لدينا جزء من شبكة له الوضع الابتدائي الآتي (الأسود يعني خلايا حيّة! وبلا لون يعني ميتة):
1
|
2
|
3
|
7
|
8
|
9
|
1
|
3
|
|
4
|
6
|
|
7
|
9
|
مثلها مثل الشبكة الآتية التي تسمى "الضفدع" التي تنطلق من الوضع الابتدائي الأزرق:
بعض الشبكات تتسم بالاستقرار الدائم بعمنى أنها تبقى على حالها دون تبدل، خلاياها الحية تبقى حيّة والميتة تبقى ميتة:
وبعض الشبكات تتحرك باستمرار فيما يشبه السفينة الفضائية:
وبعضها تتكرر فيما يشبه قذيفة المدفع
بعض التنويعات على قواعد اللعبة تؤدي إلى أشكال مختلفة وغريبة، بل غريبة جداً، بعضها له طابع فني لا يخلو من جمال. هناك من استغل مثل الألعاب لإنتاج معزوفات موسيقية دون أن تكون ذات قيمة فنية كبيرة.
وفي كل الأحوال، فإن ما يقوله كل ما تقدم هو أنه لا يمكن للعبة الحياة إلا أن تبدأ اعتباراً من وضع ابتدائي ما ووفق قواعد يجب الالتزام بها وإلا فهي الفوضى العارمة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق