العسل مادة سكرية يفرزها نحل العسل ويخزنها في خلايا النحل
ليقتات بها على مدى العام وخاصة في الفترات التي يصعب فيها الحصول على الغذاء في
الخارج، إما لشحه أو بسبب الظروف الطبيعية الصعبة، ومن ثم صعوبة الخروج للحصول
عليه.
امتصاص رحيق الأزهار |
والنحلة الأنثى هي التي تنتج العسل. فهي في بحثها عن الغذاء المتوفر في الزهر، تدفع برأسها داخل الزهرة وتمتص بلسانها الرحيق الذي تخزنه
مؤقتاً في حويصلتها، حيث يُضاف أنزيم خاص إلى الرحيق مما يقود إلى تفاعل كيمائي
ينجم عنه الجلكوز وسكر الفاكهة. وعند عودة النحلة إلى خلية النحل، تدفع بما في حويصلتها
إلى نحلة أخرى. هذه الأخرى وظيفتها استقبال ما توفر لدى النحلة جامعة الرحيق، والتي ستقوم بمزجه بلعابها لتخزنه بعدها في خلايا قرص العسل، حيث سيفقد بعضاً من مائه نتيجة التهوية التي تقوم بها
النحلات العاملات اللاتي يقمن بالعناية بالعسل. يمكن تخزين العسل لمدة طويلة بعد نضجه، وذلك عندما تنخفض كمية الماء فيه إلى 18%.
هذه العملية شاقة جداً تقوم بها النحلات
باختصاصاتها المختلفة (النحلة الجامعة للرحيق، والنحلة المستقبلة التي تقوم بإضافة
اللعاب والأخرى التي تقوم بالتهوية وغيرهن). فإنتاج ملعقة صغيرة من العسل مثلاً
يتطلب عمل اثنتي عشرة نحلة على مدى عام بكامله! أما إنتاج كيلو واحد من العسل فيحتاج
إلى 34000 رحلة، يجري فيها البحث عن الغذاء في أكثر من 17 مليون زهرة، وكل هذا يحتاج إلى حوالى
14 ألف ساعة عمل!
لوحة بيرو دي كوزيمو 1500: باخوس يكتشف العسل |
استعمل العسل في التاريخ (مصر وسومر) كمادة للتحلية، قبل تصنيع السكر(للمزيد). كما استخدم للتجميل ومعالجة الجروح. وكان اللاعبون في الأولمبيادات الرياضية يشربون الماء المحلى بالعسل ليساعدهم على استعادة قوتهم. كان أبقراط، الطبيب الإغريقي الأشهر، يعتقد أن العسل يطيل العمر. أما في الديانات السماوية فإن العسل مرادف لرغد العيش. وطبعاً يجب ألا ننسى ما اصطلح عليه باسم "شهر العسل"!
عسل طبيعي غير معالج |
ومن المتفق عليه بأن للعسل الطبيعي (ولكن غير المثبت علمياً على نحو قاطع)، الذي لم يتعرض لأية معالجات سواء في
المظهر أو الطعم، فوائد كثيرة في محاربة
البكتريا والفيروسات وحتى الفطريات ويساعد على مقاومة الالتهابات وخفض الكوليسترول.
ولكن هذا غير محقق في العسل الذي يخضع للمعالجات الصناعية اللازمة للترويج التجاري، وهو الأكثر انتشاراً في الأسواق.
ومع هذا فيجب ألا ننسى أن العسل هو نوع من السكر الممدد بالدرجة الأولى مع نكهات طبيعية لا
يوفرها السكر المتداول في الأسواق. وله قدرة على التحلية أكثر من السكر العادي
لاحتوائه على سكر الفواكه. ولا يتضمن إلا القليل من الفيتامينات والأقل من الأملاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق