التمييز:
اسمٌ نكرةٌ فضلةٌ منصوب، يرفع إبهامَ ما تقدّمه مِن
مفرد
نحو: [عندي رِطلٌ - عسلاً]، أو
جملة
نحو: [حَسُنَ
خالدٌ
- خُلُقاً].
وهو نوعان:
الأول: أن يتقدّم
المضافُ إليه على المضاف، فيصير المضاف إليه
فاعلاً
أو
مفعولاً به،
ويصير المضافُ تمييزاً. وذلك نحو:
]واشتعل
الرأسُ - شَيباً]
والأصل: [اشتعل شيبُ الرأس].
و
]وفجّرنا
الأرضَ - عيوناً]
والأصل: [فجّرنا عيونَ الأرض].
والنوع الثاني: أن تحتاج الكلمة المفردة،
أو الجملة، إلى
تبيينٍ يُزيل ما
فيهما من الإبهام،
فيؤتى باسم هو التمييز، يرفع ذلك الإبهام ويُزيله، نحو:
عندي مِتْرٌ - جوخاً:
لو
اجتزأنا بـ [عندي مترٌ]، لكان كلامنا من الوجهة الصناعية تامّاً، إذ هو مؤلف من
مبتدأ وخبر. ولكن الإبهام هاهنا يعتري قولنا، فلا يُدرَى: أمتر حرير هذا المتر، أم
متر كتان، أم متر حديد تُقاس الأطوال به؟
فإذا أُتِيَ بالتمييز، فقيل: [جوخاً]، زال
الإبهام، واتضح القصد.
لي قصبةٌ -
أرضاً:
ما
قلناه في المثال الأوّل، يقال هنا. فقولنا: [لي قصبةٌ]، كلام تامّ، إذ هو من الوجهة
الصناعية، مؤلف من مبتدأ وخبر. ولكن الإبهام يعتريه، فلا يُدرَى: أهذه القصبة قصبةٌ
مما تُنبت الأرض، أم قصبة مما يُكتَب به، أم قصبة تقاس بها الأراضي عند
مسحها؟ فإذا أتينا بالتمييز، فقلنا: [أرضاً]، زال الإبهام، واتضح القصد.
خالدٌ أكبر منك
- سِنّاً:
قولنا: [خالدٌ أكبر منك]، هو من الوجهة الصناعية،كلام تامّ، مؤلّف
من مبتدأ وخبر. ولكنّ الإبهام يعتريه، فلا يُدرَى أخالدٌ أكبر منك حجماً، أم
عُمراً، أم قَدْراً ؟ فإذا أُتِيَ بالتمييز، فقيل: [سِنّاً]، زال الإبهام، واتّضح
القصد.
امتلأ قلبُ
زهير - سروراً:
جملة: [امتلأ قلب زهير]، تصدق على أشياء كثيرة يمتلئ بها القلب، من
فرح وسعادة وحُزن وغبطة إلخ... وذلك مدعاةُ إبهام، وللتبيين والإيضاح، أُتِيَ بكلمة
[سروراً]، فأوضحتْ وفسّرتْ، وأزالت الإبهام، وبيّنتْ أنّ قلب زهير إنما امتلأ
بالسرور، لا بغيره مما يمتلئ به في الحالات المختلفة.
من كتاب الكفاف للمرحوم يوسف الصيداوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق