متى ستتزوجين؟ |
تعلم الرسم، وتعلم
أيضاً مهنة السمسرة المصرفية، التي تركها وله من العمر 34 عاماً بالرغم من أنه حقق
مكاسب لا بأس بها، ولكنه فضّل حياة الرسم على تلك الحياة الرتيبة. وفي خلال عشرة
أشهر رسم أكثر من أربعين لوحة لم تكن كافية لتأمين حياة أسرته، لذا
قررت زوجته الدانيماركية العودة إلى بلادها مع أطفالهما الخمسة.
وفي السنوات التالية قام بأسفار عديدة بين البنما والمارتينيك وبريطانيا، والتقي برسامين كثر. عاش لمدة قصيرة مع معاصره الرسام الأشهر فان غوغ. طوّر خلالها أسلوبه في الرسم ويتأثر بما عاشه في رحلاته، وخاصة بالضوء وتنوع الألوان. وتصبح عقيدته في الرسم كما صاغها في رسالة إلى أحد معارفه: "أنصحك بألا تنسخ الطبيعة كثيراً، فالفن هو تجريد، خذ من الطبيعة وأنت تحلم أثناء مشاهدتها. فكر في الابداع أكثر مما تفكر في نتيجة ما سيكون. إنها الوسيلة الوحيدة في السمو نحو الإله، وذلك بتقليد سيّدنا سيّد الكون في الابداع".
يعاود السفر مرة أخرى
عام 1891 ليستقر في تاهيتي بعيداً عن الحضارة الغربيّة وكل ما هو مصطنع. ويعيش في بعض
جزر أرخبيل الماركيز.
غوغان هو من أشهر رسامي المدرسة الانطباعية، تتميز لوحاته بمساحات الألوان البراقة والاعتناء الشديد بتعبيرية الألوان وبالمنظور وباستعمال الأشكال المكتملة والضخمة. هناك يرسم وينحت أهم أعماله، من بينها لوحته الموجودة في متحف بوسطن "من أين أتينا؟ ومن نكون؟ وإلى أين نحن ماضون؟"، وهي اللوحة التي اعتبرها غوغان وصيته.
بالرغم من سعادة
مؤقتة عرفها في مقامه الجديد، لكن مشاكل كثيرة كانت تلاحقه، منها موت ابنته التي
كان يحبها جداً، ومتاعب صحيّة، ومتاعب سياسية في حياته في جزر الماركيز. ليموت
غوغان عام 1903 مرهقاً، ويدفن في مقبرة أوتونا في هذه الجزر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق