عرف كريستوفر كولومبوس عند اكتشافه أمريكا عام 1492 باستخدام سكان البلاد
الأصليين الهنود للتبغ لخواصه السحرية والاستطبابية. وكلمة تبغ اسبانية الأصل
تباكوtabaco التي عُرّبت إلى تبغ.
والتبغ هو نبتة تزرع في المناطق شبه الاستوائية والدافئة،
وهي بحاجة إلى تربة غنية بالبقايا العضوية. وللأرض والمناخ دور هام في خواص وجودة التبغ
المنتج. والحرارة المثلى لزراعته هي بين 25 و30 درجة.
تقطف أوراق النبتة تباعاً على مدى شهر تقريباً، حيث تقطف الأوراق المكتملة
النضوج أولاً. وقد تستخدم الآلات للقطاف ولكنها ستقطع النبتة من ساقها دون النظر
في نضوج الأوراق وهو ما سينعكس سلباًعلى جودة التبغ.
تبدأ زراعة التبغ بالبذار في أواخر الشتاء لإنتاج الشتلات، التي ستغرس في
التربة في منتصف الربيع، وتنتزع أزهاره كلما ظهرت لكي تكبر الأوراق. أما قطافه فيكون في
النصف الثاني من الصيف.
تخضع الأوراق للتجفيف إلى أن تفقد 90% من الماء الموجود فيها. ويكون
التجفيف إما بتعريض رزم الأوراق لحرارة الجو، أو بتعريضها لهواء مسخّن. والتجفيف بالهواء المسخّن هو الأسرع ويستغرق أسبوعاً فقط، ولكن يحتاج تجفيف كل كيلو من
التبغ إلى 20 كيلو من الحطب. وهذه الطريقة هي الأكثر استعمالاً،
والأكثر ضرراً للطبيعة!
تقدر المساحات المزروعة بنبات التبغ بحوالي خمسة ملايين هكتار (الهكتار
يساوي 10000 متر مربع). وهو يزرع بالدرجة الأولى في أمريكا وآسيا.
وبالرغم من الاعتقاد بفوائده في بدايات اكتشافه إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت
أنه يحتوي على مواد مسرطنة مثل البولنيوم 210، وأنه السبب في الكثير من الأمراض غير
السرطان، مثل أمراض الشرايين القلبية والأمراض التنفسية، وتأخر النمو للأجنة عند
الحوامل المدخنات، وأمراض هضمية. بلغ عدد وفيات السرطان الناجمة عن التبغ قرابة 6
ملايين شخص عام 2012.
أكثر الدول إنتاجاً للتبغ هي الصين (43%) ومن ثم الهند (12%)، يليها
البرازيل (11%) وبعدها الولايات المتحدة (5%). ويقدر حجم الإنتاج العالمي بسبعة
ملايين طن سنوياً.
يستهلك التبغ على شكل سجائر بالدرجة الأولى أو سيجار أو باستخدام الغليون
أو النرجيلة. ويبلغ عدد السجائر المباعة سنوياً حوالى 5 ترليون سيجارة. كان
استهلاكه محدوداً حتى منتصف القرن التاسع وتزايد على نحو كبير مع اختراع
أعواد الثقاب. الاعتياد على استهلاك التبغ أمر يصعب التخلص منه.
ألدول الأكثر إنتاجاً للتبغ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق