قالت العرب “أبصر من زرقاء اليمامة” لضرب المثل في جودة البصر وحدّة النظر. وزرقاء اليمامة امرأة زرقاء العينين قيل إن اسمها “اليمامة” وقيل كانت تسكن اليمامة وهي من قبيلة جديس إحدى القبائل العربية القديمة. وكانت قبيلة طسم تجاور جديساً في اليمامة وكان المُلْكُ في طسم ولها السيطرة. ثم ولي الملكَ في طسم ملكٌ غاشمٌ ظالم ٌأذاق جديساً الذل، فاتفقت جديس فيما بينها على قتل الملك فغدروا به وبأصحابه وقتلوا طسماً وفتكوا بهم. ففر من طسم رجلٌ إلى حسان بن تُبّع في اليمن وطلب منه العون واستنصره، فأطاعه هذا وجهز جيشاً لغزو جديس، وكان في جديس امرأة زرقاء حادة البصر فلما أصبح الجيش على مسافة ثلاثة أيام من اليمامة، وكانوا قد حملوا الشجر واستتروا به، أبصرتهم الزرقاء فنبهت قومها وقالت لهم أنها أبصرت شجراً يتحرك ورأت نعالاً تخصف:
فسخروا منها ولم يصدقوها، فدخل عليهم جيش حسان بن تبع في اليوم التالي وأبادهم وفقأ عيني الزرقاء فوجد فيهما الأثمد وكانت أول من اكتحل بالأثمد من العرب.
أُقْسِمُ بِاللهِ لَقَدْ دَبَّ الشَّجَرْ
أَوْ حِمْيَرُ قدْ أخذتْ شَيْئًا يُجَرّْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق