أثر الاحتباس الحراري وتغير المناخ

بدأ الإنسان منذ أكثر من ١٠٠ سنة بإحراق كميات كبيرة من الفحم والنفظ والغاز الطبيعي للحصول على الطاقة اللازمة للمنازل والمعامل والمركبات حول العالم، ويعتمد العالم اليوم في تغطية معظم احتياجاته من الطاقة على الوقود الاحفوري fossil fuels.

يتسبب إحراق الوقود الاحفوري بإطلاق غاز ثنائي أوكسيد الكربون، وهو غاز يحبس الحرارة في الجو وهذا هو السبب الرئيسي في تغير المناخ.

يطلق على الغازات التي تحبس الحرارة اسم الغازات الدفيئة greenhouse gases وهذه الغازات موجودة بشكل طبيعي في الجو ومهمتها الحفاظ على دفء الأرض بشكل يجعل حياة النباتات والحيوانات على سطحها ممكنة. ولكن البشر يضيفون إلى النسب الطبيعية لهذه الغازات في الجو، وتسبب هذه الإضافات ارتفاعاً في حرارة الأرض يؤدي إلى تغييرات عديدة حول العالم في كل من اليابسة والبحر والجو، وتؤثر كل هذه التغييرات بدورها على الناس والنباتات والحيوانات بطرق شتى.

لو لم تكن الغازات الدفيئة تحبس الحرارة في الجو لكانت درجة حرارة الأرض منخفضة لا تصلح لعيش الكائنات، فالغازات الدفيئة تحافظ على حرارة الأرض عبر عملية يطلق عليها اسم أثر الاحتباس الحراري.

تحصل الأرض على الطاقة من أشعة الشمس فيمتص سطح الأرض بعض هذه الطاقة ويسخن، وتفقد الأرض الطاقة عبر الإشعاع تحت الأحمر فتبرد، ولكن قبل أن تستطيع هذه الأشعة الهروب إلى الفضاء الخارجي، تمتص الغازات الدفيئة في الجو بعضها فيزيد هذا من دفئها ويصبح سطح الأرض أكثر دفئاً.

http://7maetalbe2a.blogspot.com

تتفاوت كميات الغازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان، وغاز ثنائي أوكسيد الكربون هو أكثر الغازات الدفيئة التي ينتجها البشر وهو مسؤول بشكل أساسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكن هناك غازات أخرى تساهم في التغير المناخي أيضاً، حتى بخار الماء، الموجود في الجو بشكل طبيعي له تأثير كبير على الطقس والمناخ. و
تنتج الغازات الدفيئة عن مختلف أنواع الفعاليات اليومية المستهلكة للطاقة. وهذه الطاقة، باستثناء الطاقة الطاقات المتجددة، ينتج عن توليدها ثاني أوكسيد الكربون. وتشير الدراسات إلى أن الطاقة المولدة هي الآن بأكثر من ضعف ما للأرض أن تحتمل. 

ولا تبقى الغازات الدفيئة في مكانها عندما تطلق في الجو، بل تنتقل مع حركة الهواء ومع أن بعض الدول تقوم بإنتاج غازات دفيئة أكثر من غيرها إلا أن مشكلة التغير المناخي والاحتباس الحراري هي مشكلات عالمية يجب أن يتضافر لحلها الجميع، دولاً وأفراد. وعلى الأفراد يقع عاتق مطالبة الدول باتخاذ إجراءات فعالة لمقاومة هذه الظاهرة، وعليهم أيضاً ترشيد استخدام الطاقة، وفي هذا المجال هناك الكثير مما يقدرون عليه.