توحي كلمة الطير مباشرة بأن فعل التنقل للكائنات التي تصفها الكلمة هو
الطيران. ولكن الأمر ليس دائماً كذلك. فبعض الطيور آخذ اسمه من واقع أن له أجنحة
دون أن يقترن ذلك بالطيران. ومن الطيور التي لا تطير النعامة السريعة العدو، وطائر
البطريق السباح الماهر، وطائر الكيوي النيوزلندي الهائم بدود الأرض.
فالنعامة طائر ضخم يألف المناطق الرملية والجافة، وهي من أكبر الطيور
المعروفة يزيد ارتفاعها عن مترين وتزن أحياناً أكثر من 150 كيلوغرام. رأسها صغير
وعنقها بلا ريش أما جسدها فكثيف الريش. ساقاها طويلان، وجناحيها قصيران لا يسمحان لها بالطيران. ولكنها
تعوض عن ذلك بسرعة عدوها الذي يزيد عن 60 كيلومتر في الساعة، وهي بذلك أسرع من
الجواد أو لبوة الأسد، ولها القدرة على حمل شخص والركض به. تعيش في المتوسط ستين عاماً. وهي تقتات بالنبات في الغالب وببعض
الديدان أحياناً. يزن بيضها حوالى 1.5 كيلوغرام. تربى لريشها النفيس الذي يستعمل في الزخرف والملابس، ويشتهر
بنعومته. ويمكن تربيتها للحمها الجيد وكذلك لجلدها أو لبيوضها ذات الفشرة السميكة.
والنعامة تدافع عن نفسها بشراسة وتستعمل في ذلك ساقيها إذا أدركها الخصم،
وإلا فهي تنحو للنجاة بنفسها عند شعورها بالخطر. ومن ثم فإن المثل الشائع عن دفن
النعامة لرأسها في الرمال حتى لا ترى ما يجري حولها هو اتهام باطل. وفي الحقيقة فهي تضع رأسها في التراب لأسباب مختلفة من بينها البحث عن الطعام، أو تنظيف عش البيوض الذي تحفره النعامة على عمق 30 سنتيميترأً، أو لشعورها بالعواصف الرملية قبل اقترابها. وهذا معروف لدى الأفارقة الذين يبدأون في الاحتياط من العاصفة عند رؤيتهم للنعامة وهي تخفي رأسها في التراب.
أما البطريق فهو طائر بحري يعيش في المناطق الشديدة البرودة وخاصة في جزر
القارة الجنوبية المتجمدة. وهو من أبرع الطيور في السباحة. ويستخدم في ذلك جناحيه
الصغيرين كزعانف أما الذيل والقدمين فيستخدمان للتوجيه. ريشه مانع للماء مع طبقات
من الدهن تحت هذا الريش مما يجعله يقاوم البرد بسهولة. يقتات البطريق السمك. ويعيش
في مجتمعات وعائلات. يختلف طول البطريق باختلاف نوعه. فبعضه يصل طوله إلى 120
سنتيميتر وبعضه الآخر لا يزيد عن 40 سنتيميتر.
وطائر الكيوي النيوزلندي فهو ذو منقار طويل وساقان طويلتان وجناحان صغيران
لا يقويان على الطيران، ولا ذيل له، ووزنه بحدود 4 كيلوغرام. يعيش هذا الطائر في
غابات نيوزلندا التي في طريقها إلى الاختفاء مما يهدد حياة هذا الطائر واختفاءه.
ينام هذا الطائر نهاراً وينشط ليلاً ويسير بسرعة كبيرة عند اضطراره لذلك. وهذا
الطائر ضعيف النظر ولكن حاسة الشم متطورة جداً عنده التي تقود بذلك منقاره الطويل للبحث
عن الطعام من حشرات وبذور. وزن بيضة الكيوي 450 غرام، وهي بذلك أكبر بحوالي عشر
مرات من وزن بيضة الدجاج العادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق