جامعة القرويين المغربية هي أقدم مؤسسة تعليمية مستمرة في عملها في العالم وذلك حسب كل من اليونسكو وسجل غينيس للأرقام القياسية. جرى تأسيسها عام ٨٥٩ م في مدينة فاس وكانت فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري القيرواني وهي ابنة تاجر ثري من القيروان، انتقلت مع أسرتها في بداية القرن التاسع الميلادي من القيروان إلى فاس، قد نذرت مالها الذي ورثته عن أبيها لبناء مسجد القرويين وألحقت به مدرسة سرعان ما تطورت لتصبح مركزاً روحياً بارزاً ومنبراً هاماً للعلم في العالم الإسلامي.
نال مسجد القرويين اهتمام الحكام ورعايتهم، وأسست فيه مكتبة عريقة تضم مخطوطات فريدة بعضها بخط مؤلفيها ومن أنفس محتوياتها أجزاء من “الموطأ” للإمام مالك كتبت على رق غزال وسيرة ابن إسحق وكتاب العبر لابن خلدون.
تخرج من القرويين شخصيات هامة ورموز في الفلسفة والدين والأدب العربي إضافة إلى شخصيات غربية هامة، ودرّس فيها كل من أبو عمران الفاسي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي، وزارها الإدريسي ومكث فيها.
وقد جرى إلحاق القرويين بالنظام الجامعي الحديث في المغرب عام ١٩٦٣ وأعيد تنظيمها وإصلاحها وسميت “جامعة القرويين”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق