انتهى الألماني يوهان غوتنبرغ Gutenberg من تنفيذ
مطبعته في النصف الأول من القرن الخامس عشر، وفي عام 1456 أنجز طباعة الكتاب المقدس. وهو اختراع لم يبدأه غوتنبرغ من الصفر
وإنما، كما هو الحال في كل الاختراعات، تطوير بعد تطوير، ومن حضارة إلى أخرى بدءاً بالصينية وغيرها، وانتهى معه إلى آلة مقبولة
الاكتمال. فالتطوير الذي أدخله غوتنبرغ كان في مجال الخلائط المعدنية التي تسهل تشكيل
الحروف المعيارية، وذات مقاومة عالية في الاستخدام، مما يسهل عملية صف الحروف
المعدنية لتشكيل الكلمات والجمل. وكذلك استخدامه لأحبار طباعة شديدة الوضوح ولا تنتشر
على الورق بما يسيء للطباعة.
أحدثت هذه المطبعة ثورة كبيرة في عالم المعرفة لنشرها للكتب بسرعة وكلفة لم تنفك عن التناقص مما جعل الكتاب سلعة عادية. طبعاً لم يحدث هذا في العام الذي تلا إنجاز غوتنبرغ. فقد بقيت نسخ كثيرة من الكتاب المقدس لم تبع. مما حدا بممول غوتنبرغ للسيطرة على المطبعة وإقصاء غوتنبرغ عنها، وكاد غوتنبرغ أن يموت فقيراً لولا إنعام أحد الأمراء عليه براتب شهري يقيه شر الفقر. أما شريكه فقد عرف كيف يدير أعماله ويسير في إنتاج الكتب، وإن كان ببطء في البداية.
أحدثت هذه المطبعة ثورة كبيرة في عالم المعرفة لنشرها للكتب بسرعة وكلفة لم تنفك عن التناقص مما جعل الكتاب سلعة عادية. طبعاً لم يحدث هذا في العام الذي تلا إنجاز غوتنبرغ. فقد بقيت نسخ كثيرة من الكتاب المقدس لم تبع. مما حدا بممول غوتنبرغ للسيطرة على المطبعة وإقصاء غوتنبرغ عنها، وكاد غوتنبرغ أن يموت فقيراً لولا إنعام أحد الأمراء عليه براتب شهري يقيه شر الفقر. أما شريكه فقد عرف كيف يدير أعماله ويسير في إنتاج الكتب، وإن كان ببطء في البداية.
قاومت مجتمعات كثيرة الطباعة لأسباب مختلفة. ففي فرنسا قاوم الخطاطون
والنساخون الفرنسيون دخول آلة الطباعة إلى فرنسا واستخدامها كونها ستضيق عليهم فرص
العمل والكسب؛ فبحثوا مع أنصارهم من الساسة الفرنسيين عن قوانين تحميهم. وفي عام
1534 قبل فرنسوا الأول، ملك فرنسا حينها، مطالبهم وأصدر أمراً إدارياً يمنع وجود
آلات الطباعة في باريس، وهو أمر لم يُطع أبداً. وعندما أدرك النساخون أن آلة
الطباعة قد وجدت لتبقى أخذوا بالتعاون مع أصحاب المطابع وأخذوا هم أنفسهم
باستخدامها بطباعة مقاطع في كتبهم النسخية كسباً للوقت والجهد. وكذلك لم تدخل المطبعة روسيا إلا في مطلع القرن الثامن عشر، أي بعد نحو قرنين ونصف من إنجاز نموذجها النهائي وذلك بضغط من الكنيسة الأورتوكسية.
أما دخول المطبعة إلى العالم الإسلامي فقد واجه مقاومة من رجال الدين
بالدرجة الأولى لما قد ينطوي عليه استخدامها من نشر أفكار مناهضة يمكن أن تثير
البلبلة إضافة إلى أن طباعة النصوص الدينية قد تحتاج إلى استخدام أدوات لا تجيزها
النصوص الدينية. وفي مطلع القرن السادس عشر أصدر السلطان سليم الأول أمراً بإعدام من يقوم بإدخال المطبعة إلى دولته.
في الواقع فقد استعملت المطبعة في إستانبول بين عام 1727 وعام 1745 لنشر
مجموعة من الكتب التاريخية والجغرافية وغيرها، وتوقف ذلك بوفاة من قام بإدخال
المطبعة التي حظّر عليها طباعة أي كتاب له صلة بالدين. كما أدخل نابليون المطبعة
إلى مصر واستخدمها في أغراض تخص حملته الاستعمارية في عام 1798 وأعادها معه إلى
فرنسا عندما أجبر على الخروج من مصر.
ولم تدخل المطبعة العالم العربي دخولاً دائماً إلا في عهد محمد علي
باشا الذي استخدمها أول مرة لطباعة قاموس إيطالي عربي عام 1822 وكتب خاصة
بالكلية الحربية وكلية الطب وغيرها، واوقف عملها ابنه اسماعيل بضغط من رجال الدين، إلى أن أعادها الخديوي سعيد. وبذلك تأخر دخول المطبعة العالم العربي نحو
أربعة قرون من تاريخ ابتكارها وكان لذلك بالضرورة آثار سلبية كبيرة في مجال
المعرفة وانتشار التعليم... وهي آثار لا نزال نعاني منها.
اعجبن الموضوع
ردحذفشكرا لكم على هذه المعلومة
اعجبني وليس اعجبن😐
حذف