التوابل هي من منشأ
نباتي، إما عن طريق الزراعة أو عن طريق الجني من النباتات والأشجار البرية. بعضها
من لحاء الأشجار (القرفة) وبعضها من الزهور (الزعفران والقرنفل) وبعضها من الأوراق
(الشاي) وبعضها من الثمار (الفلفل الأسود والخردل) وبعضها من نوع من الجذور (البصل
والثوم والزنجبيل) وبعضها من بذور (الكزبرة).
شجر القرفة |
وهي تحتوي على مواد
عضوية أو معدنية أو مواد طيارة وتسمى غالباً نكهات. تفيد المواد التي تتضمنها في
تحريض حاسة الشم وتساعد على الهضم، وتستخدم في الطعام بكميات بسيطة لإكسابه طعماً
أو لوناً أو رائحة وتساعد على حفظه. أسعارها ليست بالرخيصة دائماً، وكانت من بين
المواد التجارية الأكثر كلفة في القديم والقرون الوسطى. وكانت تستخدم في الطب
للعلاج، فلبعضها قيمة علاجية مؤكدة مثل الكركم والزنجبيل اللذان يفيدان في معالجة
الالتهابات غير الجرثومية مثلاً.
كان للتوابل دور مهم
في تاريخ البشرية عبر تجارته التي تطورت منذ الألف الرابع قبل الميلاد في منطقة
الشرق الأوسط، فالقرفة والفلفل الأسود عرفت تجارتهما منذ الألف الثانية قبل الميلاد.
كما عثر على قرنفل في مدينة العشارة السورية يعود لنحو عام 1700 قبل الميلاد في
مطبخ محترق. كما عثر على جوزة الطيب في بعض المناطق الأوروبية في القرن الرابع
الميلادي يعود أصلها إلى بعض جزر إندونيسيا.
كان للتجار
الإندونيسيين دور كبير في نشر التوابل بين الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا.
وسيطر التجار العرب على هذه التجارة بيم الهند والشرق الأوسط. وكان للإسكندرية دور
هام في هذه التجارة بفضل مينائها. ولكن تجارالبندقية سيطروا عليها بين القرن
الثالث عشر والقرن الخامس عشر إلى أن حل محلهم البرتغاليون الذين حققوا أرباحاً
طائلة من وراء ذلك مستعملين الطريق البحري المار برأس الرجاء الصالح. استعملت
التوابل في أوروبا لحفظ الطعام بالدرجة الأولى وخاصة بعدما أصبحت بعض التوابل في
متناول الجميع بدءاً من القرن الخامس عشر. أما قبل ذلك فكانت تستعمل للعلاج أو في
الطعام في بيوت الأغنياء.
أكثر دول العالم
المنتجة للتوابل هي الهند بمعدل 86% من الإنتاج العالمي، تليها الصين بمعدل 4% ومن
ثم بنغلادش بمعدل 3%. أما حجم الإنتاج العالمي فهو قرابة مليوني طن سنوياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق