ينتشر في هذا اليوم
مزاح يسمى في العربية "كذبة نيسان" وفي الإنكليزية "أحمق
نيسان" التي تُكشف لمتلقيها بصراخ "إنها دعابة نيسان". وتسمى في الفرنسية
والعديد من الدول الأوروبية بـ"سمكة نيسان". وفي الهند تسمى
بـ"هولي"، وتحدث في أحد أيام الربيع ولكن ليس الأول من نيسان بالضرورة.
أما في إسبانيا وأمريكا اللاتينية فيكون ذلك في 28 كانون الأول باسم "يوم القديسين
الأبرياء".
لا يعرف أصل هذا
اليوم. هناك تفسيرات كثيرة، تختلط ببعضها، دون اتفاق، ولم لا، فهو يوم كذبة. البعض
أعاد ذلك إلى يوم إطلاق نوح للهدد من سفينته علّه يأتيه بخبر اليابسة. كان ذلك
فيما يبدو في الأول من نيسان، وكان هذا خطأ في التقدير، فاليابسة كانت بعيدة. وحتى
لا ينسى هذا اليوم تم تكريس الأول من نيسان ذكرى وعبرة. ولكن هل كان من شهر نيسان وقتها!! آخرون قالوا بأن ذلك ورد
في حكايات كانتربري عن تاريخ خطبة هنري الثاني ملك بريطانيا إلى إليزابيت
البوهيمية، وحدد الكاتب ذلك في اليوم 32 من نهاية آذار (أي الثاني من أيار) لعام
1381، ولكن البعض فهمه على أنه اليوم 32 من بداية آذار (أي الأول من نيسان)، وسمي هذا اليوم بذلك "أحمق نيسان"..
البعض الآخر أعاد
ذلك إلى شارل التاسع ملك فرنسا الذي قرر في عام 1564 أن تكون بداية السنة هي في
الأول من كانون الثاني بدلاً مما كان جارياً في فرنسا التي تعددت فيها البدايات وإن
كانت كلها تقع بين الخامس والعشرين من آذار وبداية نيسان. وأصبح الأول من كانون
الثاني هو بداية السنة في الدول الكاثوليكية بتعميم من البابا غريغور الثالث عشر
عام 1582. وبحسب ما يقال فإن كثيرين من الناس واجهوا صعوبة في التآلف مع ذلك،
وبعضهم لم يكونوا على علم حتى بهذا التغيير، فاستمروا في اعتبار أن الأول من نيسان
هو بداية العام. وللاستهزاء بهؤلاء جرت العادة أن يقدم لهم سمكة وهمية في أول
نيسان الذي يوافق نهاية الصيام. ولكن هذه الرواية لا تبدو صحيحة عندما نعلم أن
سمكة نيسان ذكرت في قصيدة للشاعر الفرنسي بيير ميشو عام 1464، كما ورد ذكرها في "كتاب
الشيطنة" للراهب إلوا دامرفال عام 1508.
هناك من قال بأن ذلك
كان اتفاق على وقف صيد السمك، أو بدايته، بحسب البلد وطبيعته. الهدف من ذلك
فسح مجال للسمك بالتكاثر. ولكن هذا يتوافق مع البلاد التي تسمي ذلك "سمكة
نيسان" وليس مع غيرها!... ولكن كان في روما عيد أو يوم يسمى بيوم "الفرح"، فلما لا، ولما لا يخصص للفرح يوم وعيد!
من أشهر كذبات نيسان
كانت تلك التي حدثت في الولايات المتحدة عام 1992 وأذيعت بالراديو، تقول بأن
ريتشارد نيكسون سيترشح للانتخابات، وذلك بعد 18 عاماً من فضيحة ووترغيت، واختار
لذلك شعار "لم أؤذ أحداً، ولن أكرر ذلك مرة ثانية!"... خشي الكثير من
الأمريكيين من ذلك، وكثير منهم أخذ الخبر على محمل الجد، مع أن عمره وقتها كان يقارب
الثمانين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق