وهما توقيتان خاصان
بالسنة الشمسية. اعتمدت السنة الشمسية إمبراطوريات وحضارات عدة، وكذلك الأمر
بالنسبة للسنة القمرية. وأساس التقويم الشمسي هو الزمن الذي تستغرقه الأرض للدوران
حول الشمس دورة كاملة تماماً. والمشكلة تكمن في أن هذا الزمن ليس عدداً صحيحاً من
الأيام، وإنما هو عدد كسري. وهذا العدد هو: 365,2421898 . أي أن السنة هي تقريباً
365 يوماً وخمس ساعات و 48 دقيقة و 45,198 ثانية.
وفي التقويم اليولياني
الذي اعتمده يوليوس قيصر عام 46 قبل الميلاد، فإن السنة هي 365 يوماً وربع اليوم.
وهذا الربع كان يضاف مرة كل أربع سنوات. وفي هذا زيادة عن المطلوب، ذلك أن الكسر
المرافق لعدد الأيام الصحيحة هو أقل من الربع. وفي هذا خطأ واضح سيظهر بعد عدد من
السنين. فالسنة اليوليانية كانت تجري أبطأ من السنة الحقيقية. وهذا الفرق بدأ في
الظهور مع أوقات الانقلاب الفصلي.
لتصحيح هذا الخطأ
اعتمد البابا غريغوار (غريغوروس) الثالث عشر عام 1582 التصحيح اللازم إدخاله في
حساب السنوات، باعتماد طريقة حساب السنة الكبيسة التي تُدخل مرة كل أربع سنوات إذا
كان العدد المشير إلى السنة يقبل القسمة على 4، ولكنه يحجب ذلك إذا كانت تقبل
القسمة على 100 مع استثناء وحيد وهو قابليتها للقسمة على 400. وعلى هذا فعام 2016 هو
سنة كبيسة، أما عام 1900 فلم يكن سنة كبيسة في حين أن عام 2000 كان سنة كبيسة. لذا
فهناك أخطاء في التوقيت اليولياني حدثت بسبب اعتبار السنوات 500، 600، 700، 900، 1000،
1100، 1300، 1400، 1500 سنوات كبيسة. أما السنوات 100 و 200 و300 فكان قد تم تصحيح
الخطأ في اعتبارها سنوات كبيسة عندما صحح ذلك مجمع نيقيا في العام 325 بتحديده تاريخ
عيد الفصح تحديداً صحيحاً. وقد تم تصحيح الأيام التسعة السابقة بأن اعتبر يوم 15
تشرين الأول عام 1582 هو اليوم التالي ليوم الخميس 4 تشرين الأول للعام نفسه.
وعلى أساس التصحيح
الغريغوري تكون السنة مساوية إلى 365,2425 يوماً، أي بزيادة 26,8 ثانية عن
الحقيقة، وهذا يعني أنه يجب حذف يوم كل 3223 سنة. وهناك من يقترح ألا تكون السنة 4000 سنة
كبيسة، ولكن بسبب قصر السنة المدارية بمقدار نصف ثانية كل قرن، وازدياد طول النهار
بمقدار 1,64 ميلي ثانية كل قرن، لذا ترك كل شيء على حاله مع إضافة ثانية من وقت
لآخر لتصحيح أمور كثيرة تؤّمن التوافق مع السنة الحقيقية.
لم تأخذ كل دول
العالم بالتصحيح الغريغوري مباشرة، فبعض الدول استمرت في الحساب اليولياني واعتبرت
العام 1700 سنة كبيسة مما أدخل يوماً خطأً آخر. وبحسب الفلكي الشهير يوهانس كبلر
فإن البروتستانتيين كانوا يفضلون الاختلاف مع الشمس على أن يتفقوا مع بابا روما.
فالسويد البروتستانتية لم تعتمد التوقيت الغريغوري حتى عام 1712. أما روسيا الأرثوذكسية
فلم تقبل به حتى فرضته الثورة البولشيفية عام 1918 ... وتبقى العقائد أهم من
الوقائع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق