شيطان تسمانيا

أما تسمانيا فهي جزيرة تتبع لأستراليا وتبعد عنها قرابة 240 كم، وشيطانها هو حيوان لاحم بحجم الكلب. فروه أسود مع بقع بيضاء في الصدر، وذيله كثيف. رأسه كبير غير متناسب مع جسمه. فرأسه يزن ربع جسمه. ويزن الذكر منه بين 10 و 12 كيلوغرام والأنثى بين 8 و 6 كيلوغرام. يصل إلى سن البلوغ في الثالثة من عمره. ويركض بسرعة أقصاها نحو 13 كم/سا. فكاه كبيران وأسنانه حادة جداً. لا وبر على أذنيه اللتان يتغير لونهما للأحمر عند تشعوره بالخطر. يخرج من أوكاره ليلاً، فهو يحسن الرؤية الليلية وله قدرة فائقة على متابعة الأجسام المتحركة، ولهروب طرائده منه ليس عليها إلا التوقف عن الحركة.

يقتات الحشرات والأسماك واللحوم، وهي المفضلة لديه. وهو نهم يأكل في الوجبة الواحدة عشر وزنه. يصطاد أحياناً، ولكنه يحب أيضاً الجيف التي يجتمع حولها مع أقرانه مصدرين أصواتاً مرعبة. وهو يشتهر بأصواته المثيرة للذعر والتي تقشعر لسماعها الأبدان، وهي السبب في تسميته بشيطان تسمانيا. وله القدرة كمعظم الحيوانات ذات الجيوب، على تخزين بعض الدهون في ذيله، التي تمده بالطاقة في حال نقص المؤون.

شهر التكاثر هو آذار، تختار الأنثى ذكراً، لتتركه بعد التلاقح، ولتبحث عن غيره لتكرار التلاقح مزيدة بذلك فرصة الإنجاب، إلا إذا كان الذكر قوياً فيحتجز أنثاه حتى يقع الحمل. وفترة الحمل لا تزيد عن أربعة أسابيع حيث يخرج من رحم الأنثى حتى عشرين مولوداً إلى الجيب الواقع أسفل البطن وبفتحة خلفية. وفي هذا الجيب يبقى أربعة على الأكثر من هؤلاء، والباقي يموتون وفقاً لقاعدة البقاء للأقوى، ذلك أن الجيب يحتوي على أربعة أثداء فقط. وفي هذا الجيب يبقى الصغار لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً لاكتمال نموهم، وذلك قبل تركهم في الوكر لمدة 16 أسبوعاً أخرى قبل أن ينطلقوا متدبرين أمور حياتهم.

لا يشكل هذا الشيطان خطراً على الإنسان بالرغم من منظره المثير للرعب، إلا إذا شعر بأنه مطارد، عندها سيستعمل أنيابه الحادة، ولكنه يفضل النجاة بنفسه. كان يعيش قبل أكثر من ستة قرون في أستراليا، لكن نمر أستراليا لم يبق عليه فيها، لذا فالمكان الوحيد الموجود فيه هذا الحيوان حالياً هو جزيرة تسمانيا، حيث تطارده الطيور المفترسة كالصقر والنسر وغيرها. وكذلك سكان الجزيرة لكرههم لمرآه، الذين قتلوا منه الكثير. وضع شيطان تسمانيا تحت الحماية منذ منتصف القرن الماضي كونه مهدد بالانقراض ... مع أنه شيطان!