هو من أشهر مفكري
عصر النهضة، لا يُعرف تاريخ ميلاده بالضبط ولكنه بين عامي 1466 و 1469، ولد في
مدينة روتردام الهولندية وتوفي في مدينة بازل عام 1536. كان كنسياً وفيلسوفاً
وأديباً. أتقن اللغة الإغريقية واللاتينية وكتب بالأخيرة على عكس معاصره مارتن لوثر الذي فضل استخدام العاميّة الألمانية، ولكن كان لكل منهما أسبابه. فلوثر أراد
إيصال رسائله وأفكاره إلى مواطنيه الألمان، أما إيراسموس فأراد إيصال أفكاره إلى
أوروبا كلها التي كانت تسود فيها اللغة اللاتينية. واستخدم اتقانه للغتين لإعادة
ترجمة الأناجيل من الإغريقية إلى اللاتينية لأن النسخ التي كانت موجودة في أيامه
كانت تضج بالأخطاء كما كان يراها.
وغير ذلك، فقد عُرف
بكتب ودراسات كثيرة منها "مديح الحماقة" الذي كتبه عام 1511، وهو الأهم.
وكتاب آخر سابق لهذا بعنوان "أقوال" جمع فيه أربعة آلاف قول إغريقي ولاتيني
مأثور، وكتاب ثالث وضعه عام 1522 يتعلق بالتعليم والتربية وأمور أخرى. أعماله
كثيرة متنوعة تضمنت مقالات ودراسات حول العديد من المواضيع المعاصرة له تتعلق
بالتعليم والفن والدين والحرب والفلسفة. وفي كل أعماله فقد كان إنسانياً يدعو للعودة
إلى القيم والممارسات والأخلاقيات الإغريقية مع بُعد عالمي. فقد قال في إحدى كتاباته:
"العالم بأكمله هو وطننا جميعاً"... لقد كان سابقاً لعصره. وربما هذا ما
حذا بالاتحاد الأوربي لأن يسمي برنامجه في تبادل الطلاب والأساتذة بين الدول
الأوربية بالدرجة الأولى ودول العالم بالدرجة الثانية باسم هذا المفكر Erasmus ، وإن كان قد أعطى لكل حرف من حروفه معنى يتطابق مع توجه المشروع European Region Action Scheme for the Mobility
of University Students)
وكتابه "مديح
الحماقة" هو عبارة عن كتاب هزلي بشخوص تخيلية حاول فيه جعل الآلهة تتكلم عن
الحماقة وتنتقد بشدة مختلف المهن والفئات الاجتماعية وخاصة رجال الكهنوت
والمعلمين والرهبان والأساقفة والحاشية. تميز الكاتب بإتقانه فن الاستهزاء
والسخرية،
كما يظهر ذلك المقطع الآتي:
"ليس
موضوعي تفحّص حياة البابوات والكهّان، ذلك أن هذا سيبدو كتابة قدح بدلاً من
المدح، وسيمكن للمرء الاعتقاد أنه بالإشادة بالأمراء السيئين سيكون همّي التشهير بالأمراء
الجيدين".
ولم يكتف بنقد المجتمع الذي كان يعيش فيه وإنما امتد ذلك إلى المجتمع الإنساني لذلك الوقت. وقد تابع في كتابات أخرى نقده اللاذع للعادات والتقاليد مظهراً استقلاله في التفكير، خاصة تقاليد الممارسات التعبدية في الكنيسة الكاثوليكية بعد عودته من روما خائباً مما رآه. الأمر الذي دفعه إلى التفكير في الإصلاح الديني. وصاغ أفكاره في هذا الخصوص التي بنى عليها معاصره مارتن لوثر، ولكن نقطة الخلاف بينهما كانت في نفي لوثر لقيمة إرادة الناس أمام الإرادة الإلهية، كما اختلفا في النهج، إذ كان لوثر يفضل تأليب الناس، في حين كان إيراسموس يفضل توعية الناس، ولكن الاثنين كانا متفقين على رفض الوساطة بين العبد والرب.
وهذا الانتقاد والتهكم دفع بالكنيسة إلى وضع كتابه هذا على قائمة الكتب المحظورة، ومنع بيعه في المكتبات، ولكن ذلك لم يمنع تداوله، فالتحايل على السلطات قديم قدم الإنسان ... وضع إيراسموس كتابه هذا بصورته الأخيرة أثناء زيارته لصديقه الإصلاحي الإنكليزي توماس مور وإليه كان إهداء هذا الكتاب...كان القرن السادس عشر قرن مفكري الإصلاح في أوروبا.
ولم يكتف بنقد المجتمع الذي كان يعيش فيه وإنما امتد ذلك إلى المجتمع الإنساني لذلك الوقت. وقد تابع في كتابات أخرى نقده اللاذع للعادات والتقاليد مظهراً استقلاله في التفكير، خاصة تقاليد الممارسات التعبدية في الكنيسة الكاثوليكية بعد عودته من روما خائباً مما رآه. الأمر الذي دفعه إلى التفكير في الإصلاح الديني. وصاغ أفكاره في هذا الخصوص التي بنى عليها معاصره مارتن لوثر، ولكن نقطة الخلاف بينهما كانت في نفي لوثر لقيمة إرادة الناس أمام الإرادة الإلهية، كما اختلفا في النهج، إذ كان لوثر يفضل تأليب الناس، في حين كان إيراسموس يفضل توعية الناس، ولكن الاثنين كانا متفقين على رفض الوساطة بين العبد والرب.
وهذا الانتقاد والتهكم دفع بالكنيسة إلى وضع كتابه هذا على قائمة الكتب المحظورة، ومنع بيعه في المكتبات، ولكن ذلك لم يمنع تداوله، فالتحايل على السلطات قديم قدم الإنسان ... وضع إيراسموس كتابه هذا بصورته الأخيرة أثناء زيارته لصديقه الإصلاحي الإنكليزي توماس مور وإليه كان إهداء هذا الكتاب...كان القرن السادس عشر قرن مفكري الإصلاح في أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق