تستخدم هذه الكلمات كثيراً في أحاديث العصر الراهن، وفي كثير من الأحيان يكون هذا الاستخدام متداخلاً ودنما تمييز واضح، في الذهن على الأقل، بين كلمات: البيانات، المعلومات، المعارف، الحكمة!
والواقع أن هذه المصطلحات تبدو متداخلة أحياناً ويكاد البعض أن يستخدم المتجاورات منها بلا تمييز. ولكن الأمر بسيط إذا عرفنا الحدود الفاصلة بين كل منها.
فالبيانات هي مادة خام لا يفهم منها شيء في حد ذاتها. فمثلاً لو كان الأمر يتعلق بدرجة الحرارة في منطقة ما (مدينة) فقيم درجات الحرارة المسجلة في كل يوم عند الظهيرة، أو في كل ساعة أو دقيقة، تمثل بيانات درجة الحرارة في هذه المنطقة.
والمعلومة هو ما سيستنتج من البيانات. فإذا كانت وسطي درجات الحرارة
المسجلة في يوم ما أعلى من قيمة معينة، سيمكن القول عندها إن الجو كان حاراً في
ذلك اليوم، وقد تكون هذه النتيجة مبنية على البحث عن أعظم قيمة لدرجات الحرارة
المسجلة، فإن كانت هذه القيمة أعلى من قيمة محددة فستكون المعلومة المستخلصة هي أن
الجو كان حاراً. أي أننا سنستخلص من البيانات معلومة عن حالة الجو عن الفترة التي
تشملها البيانات.
تمثيل وتلخيص للمفاهيم الأربعة |
والمعرفة هي ما يمكن استخلاصه من المعلومات. فإذا كانت المعلومات المتعلقة
بالجو تقول إن حرارة الجو هي نفسها تقريباً (تغيرات طفيفة) على مدار السنة مثلاً.
وإذا كانت النتيجة في السنة التالية مماثلة، وكذلك لعدة سنوات لاحقة، فإننا سنصل
إلى معرفة تقول إن هذه المنطقة تبقى فيها درجات الحرارة متقاربة على مدى السنة. أو
قد نصل إلى أن السنة مؤلفة من فصول تتغير فيها درجات الحرارة بمقادير معروفة
وسطياً، الخ. وهذه معرفة ستفيد في تنظيم أمور الحياة في المناطق التي نعيش فيها
وفقاً لتقلبات الجو الوسطية سنوياً.
وهذه المعرفة يتوصل إليها الإنسان عن طريق فهم المعلومات الخاصة بالجو وأمور
أخرى، بعضها ثابت وبعضها عشوائي، تسمح له بالوصول إلى الخلاصات التي نطلق عليها
معرفة.
والحكمة تأتي في البناء على المعرفة، مثل ضرورة الوقاية من الحر أو البرد.
أو متابعة مسببات التغيرات الجوية واستخلاص كيفية التعامل مع الطبيعة للحفاظ عليها
حتى لا تفسد الحياة بأكملها.