الملح الأسود

هو ملح يماثل الملح العادي الأبيض من حيث المظهر ولكن لونه أسود على غير المألوف. له مذاق الملح نفسه وإن بنكهة دخانية، ويتضمن قدراً مناسباً من اليود.

يُجمع هذا الملح عند الشواطئ  القريبة من البراكين، كما هو الحال مثلاً في جزيرة مولوكاي الكائنة في أرخبيل هاواي، حيث تتلاقي المياه النقية لشواطئ هذه الجزيرة مع الصخور البركانية الغنية بالكربون الفعّال. لا يوجد في هذه الجزيرة أية صناعات ملوثة للبيئة أو غير ذلك مما يعكّر نظافة وصفو مائها.

يعود إنتاج الملح الأسود في هذه الجزيرة إلى الأزمنة الغابرة، وكان هذا الإنتاج كافياً لجزر الأرخبيل كلها. يجري إنتاجه اليوم باستخراج المياه الممتزجة مع الأحجار البركانية من المحيط، ومن ثم ترشيحها، وتترك بعدها تجري في أنابيب بشكل يجعلها تتباطأ بحيث يمكن جمع السائل ذي التركيز العالي بالأملاح المعدنية. تترك في أوعية تجفيف من الزجاج لها شكل صندوق يغلق بإحكام تقريباً، إذ تترك فيه فتحة لخروج بخار الماء. وبعد تبخر الماء بفعل الشمس يضاف إلى الأوعية الفحم الفعال الذي يعطي اللون المميز لملح هاواي. وبهذا يتم الحصول على ملح نقي بدون أية إضافات. 

كما يمكن الحصول على ملح بألوان مختلفة، من أحمر وأخضر ورمادي، ولكن مصدره في هذه الحالة ليس من مياه المحيط الممتزجة بحمم البراكين وإنما من صخور ملحية كما في حالة الملح الصخري الزهري الذي يمكن العثور عليها في جبال الهملايا.

لهذا الملح خاصية أن نسبة كلوريد الصوديوم فيه (84%) أقل من الملح العادي (99%)، وهذا ما يعطيه طعمه الخاص. يستعمل هذا الملح مباشرة برشه على الطعام قبل تناوله، حتى لا يُفسد لونه الأسود لون الطعام، أو يستعمل في بعض الأطباق لإعطائها منظراً أجمل بسبب لونه الأسود كما في حالة الأطباق التي تحتوي على شرائح من السمك أو البطاطا أو غير ذلك. أخذ هذا الملح طريقه إلى أوروبا منذ فترة بسيطة، يوضع على موائد الطعام لاستخدامه إذا كانت الوجبة لا تناسب حاجة متناولها من الملح، أو لمجرد إضفاء منظر غريب، فالملح الذي ننتظر أن نجده هو أبيض!

بقي أن نقول إن الملح كان عبر التاريخ مادة أساسية تضاف إلى الطعام تجعل مذاقه أفضل. كان توفره في مطلع التاريخ صعباً، لذا كان مرتفع الثمن جداً. وكان الملح هذا يدفع بدل إيجار أو أتعاب أو راتب. لذا اشتقت كلمة salary التي تعني الراتب بالإنكليزية من كلمة ملح salt!!