المسألة في حد ذاتها قديمة نسبياً. كان يعاني منها من كان يمضي ساعات طويلة
وراء شاشات الحواسيب. مما اقتضى قبل عشرين سنة تركيب كواسر ضوئية توضع أمام الشاشات
لتخفيض حدة الضوء ومن ثم التحريض العصبي. ولكن هذه الكواسر لم تحل المسألة في
الواقع، والآن أصبحنا أمام قضية تخص شريحة كبيرة من الناس، بسبب الحواسيب أو الهواتف الذكية وما ماثلهما.
درس باحثون هذه المسألة بغية اكتشاف أثر الضوء الأزرق على الصحة، وهو الضوء
المنبعث من الديودات الضوئية التي تشكل شاشات (واجهات) أجهزتنا من حاسوب وجهاز
اتصال. فوجدوا أن هذه تؤثر على منطقة محددة في الدماغ مسؤول عن ضبط إيقاع ساعاتنا
البيولوجية، فالضوء ليس مسؤولاً فقط عن الوظيفة البصرية ولكنه مسؤول أيضاً عن
وظائف غير بصرية، مثل تنظيم النوم، والمزاج ونشاط الناقلات العصبونية المشاركة في
الذاكرة وعملية التذكر.
فالتعرض السيء للضوء يسبب اضطراباً في المزامنة مع الساعة البيولوجية، لذا
فمن المفضل في هذه الحالة التقليل من هذا التعرض مساءً قبل ساعة من النوم، أي
التوقف عن استعمال الحاسوب أو التحديق في أجهزة الاتصال قبل ساعة من النوم لمساعدة
الساعة البيولوجية على إجراء التزامنات المطلوبة لتأمين نوم طبيعي. وفي خلال هذه
الفترة يفضل الضوء الأصفر، ضوء الهالوجين البرتقالي الذي يساعد على عملية
التحضر للنوم.
بقي أن نقول إننا غالباً ما نهمل مثل هذه النصائح لعدم شعورنا بتأثير مثل تلك الأشياء علينا، ولا ننتبه في الغالب إلى كيف كان نومنا والوقت الذي صرفناه قبل الاستغراق في النوم ... أضف إلى أننا من النادر جداً أن نفكر بجودة نومنا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق