إنها لغة الصورة الإيحائية التي
نستعملها اليوم في وسائل التواصل للتعبير على حالة ما، من فرح أو غضب أو تعب أو
تساؤل أو أشياء أخرى كثيرة. عددها اليوم في تزايد منذ بدايتها التي كانت مع
الهواتف الجوالة اليابانية في أواخر التسعينيات، والتي زادت شعبيتها مع استخدامها
من قبل شركة آبل في الآيفون ومن ثم في أنظمة تشغيل الهواتف الذكية. وكلمة إيموجي emoji مشتقة من اليابانية بمعنى "الصورة e والمحرف moji"، لتعني "كلمة صورية".
وهذه الصور تعتبر من المحارف التي لا يمكن أن
تضاف كيفما اتفق، وليس لكل شخص أو شركة أن يضيف ما يريد منها (بسبب ترابط منتجات الشركات بين بعضها ومنه ضرورة التوافق)، وإنما تخضع لتجمع
الترميز الموحد Unicode Consortium الذي تشارك فيه قرابة 500
منظمة غير ربحية من دول مختلفة، تنسق تطور الترميز المعياري العالمي الموحد
المستخدم في أجهزة الاتصالات ومعالجة المعلومات التي تنتجها مختلف الشركات لكل
اللغات الموجودة في العالم. يعقد هذا التجمع أربعة اجتماعات سنوياً في الولايات
المتحدة برعاية شركات المعلومات العالمية الكبرى مثل أي. ب. م. ومايكروسوفت وآبل. ويشارك فيها خبراء في الاتصالات والمعلومات واللغات لدراسة الرموز
الجديدة المقترح اعتمادها. وتصدر تقريراُ سنوياً عن محصلة أعمالها. أي أن أي ترميز
جديد لن يكون ساري المفعول إلا بعد فترة قد تصل إلى سنة من تاريخ قبوله. وقبوله قد
يستغرق نقاشات مطولة تمتد لفترات طويلة.
كثر استخدام هذه الصور التعبيرية
في الرسائل المتبادلة بين الناس، وخاصة الرسائل القصيرة إلى درجة أن البعض بدأ
يقول بولادة لغة جديدة قد تهدد اللغات الحالية! ولكن المسؤول عن هذه الصور
التعبيرية في تجمع الترميز العالمي الموحد، وهو اختصاصي لغات، يقول بأن لا شيء من
هذا، فهذه الصور لا يمكن بأي حال أن ترقى إلى مستوى لغة، كل ما هناك أنها تساعد على
إزالة بعض الغموض في النصوص الموجزة، وهي تفيد على نحو خاص في التعبير عن المشاعر
والانفعالات التي يسهل إيصالها عادة مشافهة. إنها شيء يمكن اعتباره مكملاً للغة.
بقي أن نقول إن لاعب التنس
الأسكتلندي الشهير إندي موراي بعث برسالة عقب زواجه مؤلفة بالكامل من هذه الصور
التعبيرية، أرجو أن تتمكنوا من قراءتها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق