إنه عالم الرياضيات
الشهير غريغوري بيرلمان. وهو روسي من مواليد مدينة ليننغراد لعام 1966. برع في الرياضيات.
حصل في عام 1982، وله من العمر 16 عاماً، على الميدالية الذهبية في الأولمبياد
الدولي للرياضيات بنيله العلامة التامة. درس الرياضيات في جامعة ليننغراد بين عامي
1982 و 1987 ونال الدرجة الممتازة وحصل على الدكتوراه من معهد ستيكلوف عام 1990
حيث استمر يعمل في هذا المعهد باحثاً. درّس وعمل في معاهد أمريكية بين عامي 1993 و
1995، وبالرغم من عروض كثيرة مغرية لاستبقائه في جامعات أمريكية مرموقة مثل
ستانفورد وبرنستون، إلا أنه آثر العودة إلى مدينته سان بطرسبورغ والاختفاء عن
الأنظر، ليظهر في عام 2002 ناشراً على الإنترنت مقالاً من 39 صفحة يعرض فيها حله لحدسية
بوانكاريه (التي تقول، تبسيطاً، بأن لكل جسم ثلاثي الأبعاد مترابط، أي لا يتضمن
ثقوباً، مكافئاً على شكل كرة). هذه الحدسية طرحها الرياضياتي الفرنسي بوانكاريه منذ
مطلع القرن العشرين دون أن يتمكن أحد من البرهان عليها. نشر بيرلمان مقالان متممان
لاستكمال البرهان. اتبع ذلك بمجموعة محاضرات ألقاها عام 2003 في الولايات المتحدة
ليشرح برهانه الذي راجعته لجنة من الرياضياتيين على مدى أربع سنوات لتصدر حكمها
بصحة برهانه.
منح جائزة فيلدز عام
2006 ولكنه رفض الذهاب إلى مدريد لاستلامها. كما حصل على الجائزة الألفية في
الرياضيات لمعهد كلاي للرياضيات وقيمتها مليون دولار لحله إحدى المسائل المستعصية
السبع، ولكنه رفضها أيضاً. وكان قبل ذلك قد رفض عام 1996 جائزة جمعية الرياضيات
الأوروبية.
وفي عام 2005 ترك
معهده الذي يعمل فيه ومضى للعيش مع والدته في شقة متواضعة تضم بالكاد ما يلزم
للحياة من أشياء تركها مستأجر سابق لتلك الشقة. هو قليل الكلام، شعره طويل وذقنه
أيضاً، وأظافره طويلة متسخة، يرتدي معطفاً وسروالاً باليين. يسير كأنه لا يرى
أحداً. لا يقبل الدعوات ولا المقابلات الصحفية. وعلى ما يبدو أن البرافدا نجحت في
مقابلته حيث أسرّ لها بأنه يبحث عن "تدريب دماغه" منذ كان صغيراً
بمسائل يصعب حلها مثل: ما هي السرعة التي كان على المسيح أن يمشي بها لكي يتمكن من
السير على سطح الماء دون أن يغرق. أما عن سبب رفضه استلام الجوائز، فأجاب بأنه
تعلم أن يختبر الخلاء. والخلاء موجود في كل مكان. يمكن اكتشاف مكمنه وهذا يقدم
الكثير من الإمكانات... أنا أعرف كيف أدير الكون. فقل لماذا كان عليّ أن أركض خلف
مليون دولار؟...ولكن هذه المقابلة مشكوك في أمرها!
ذلك أن غريغوري مصاب
منذ صغره بمتلازمة توّحد أسبرغر التي يعاني المصابون بها من العزلة، ولكنهم
أحياناً يمتلكون ذاكرة عجيبة وقدرة ذهنية أعجب... لا يزال غريغوري مختفياً عن
الأنظار، وإن كانت هناك إشاعات تقول بأنه سافر إلى السويد حيث تعيش أخته للعمل في
أحد المعاهد على مسائل رياضياتية تخص التقانة النانوية... والله أعلم!
معلومات جميلة وقيمة.....ألف شكر
ردحذف