الكاميكاز أو
الكاميكازي هو الاسم الياباني الذي أطلق على فرق من الطيارين اليابانيين الذين
كانوا يغورون بأنفسهم وطائراتهم بقنابلها على سفينة أمريكية معادية في المحيط
الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية لتدميرها أو إلحاق ضرر بها يمنعها من متابعة
مهمتها. كانوا يذهبون إلى أداء مهماتهم بدون مظلة تسمح لهم بالقفز من طائراتهم،
وهم لا يعودون إلى قواعدهم إلا إذا تعذر عليهم أداء مهمتهم، بسبب عدم العثور على صيد ثمين أو الظروف الجوية السيئة.
الاسم في الواقع مؤلف
من كلمتين: كامي وكازي، ومعناهما معاً هو: "الريح الإلهية". يعود أصل
هذا التعبير إلى القرن الثالث عشر عندم هاجم أسطول منغولي اليابان بقصد احتلالها،
إلا أن إعصاراً (أسطورياً) هب وشتت هذا الأسطول وأنقذ اليابان. أُطلق على هذا
الإعصار اسم "كامي كازي". بقيت هذه الأسطورة في الثقافة اليابانية،
بمعنى الافتداء.
لم تكن مهاجمة سفن
الأعداء في المحيط الهادئ هي المرة الأولى التي يقوم فيها طيارون يابانيون بعمليات
انتحارية، فقد سبق ذلك قيام جنود يابانيين مشاة في معركة شنغهاي عام 1932 بالقذف
بأنفسهم في خنادق الجيش الصيني مرتدين أحزمة متفجرات ناسفة. يبدو أن هذا
النمط من العمليات كان الأول في التاريخ الإنساني. وهي صممت بالدرجة الأولى نتيجة
النقص في عدد الجنود اليابانيين في مواجهة الطرف الآخر.
كان المشاركون في فرق
الكاميكاز في الأغلب من الطلاب المتطوعين الذين انخرطوا حديثاً في الجيش. كما كان دخولهم
في هذه الوحدات بالنسبة لهم شرفاً كبيراً يعكس إيماناً عميقاً بحتمية الموت، لكنه
موت باعتقادهم ضمن سلسلة حيوات. ولكن في الواقع فقد ازدادت جداً حاجة الجيش الياباني إليهم مع
نهاية الحرب العالمية الثانية، لذا كان تدريبهم سريعاً، لا يستغرق أكثر من أسبوع:
يومان للطيران، ويومان للملاحة وثلاثة أيام للتدريب على الهجوم. ولم يكن هجومهم
ليقتصر على السفن وحدها وإنما كان أيضاً ضد الطائرات عبر الاصطدام المباشر بها،
وخاصة القاذفات.
يوكو سيكي مع حزامه الناسف وله من العمر 23 عاماً |
كان أول هجوم للكاميكاز
في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 1944 بسرب من خمس طائرات قاده الملازم أول
والطيار البارع يوكيو سيكي، تحمل كل منها قنبلة زنة 250 كيلوغرام، نجح خمسة منهم
بالاصطدام المباشر بسفن أمريكية من بينها حاملة الطائرات "سانت لو" التي غرقت وقتل 126 من
طاقمها، وعلى ما يبدو فإن طائرة سيكي هي التي أصابت حاملة الطائرات هذه. نُقل عن
سيكي تصريحه قبل انطلاقه، قائلاً: "إن تاريخ اليابان محزن إذا كان مجبراً على
قتل واحد من خيرة طياريه. لا أقوم بهذا من أجل الإمبراطور أو الإمبراطورية ...
أقوم بذلك لأني تلقيت أمراً عسكرياً". الشباب الكاميكازيون الصغار كانوا أكثر
حماساً واندفاعاً، مع اعتراف الكثيرين منهم بخوفهم من الموت الذي كانوا يتغلبون
عليه باعتبارهم الحياة الحالية مرحلة من حيوات أخرى!!...
أغرقت هذه العمليات
الانتحارية أكثر من أربعين سفينة أمريكية وأعطبت أكثر من مئة أخرى... لكن دون أو
يمنع هذا خسارة اليابان للحرب، أو ربح أمريكا للحرب باستعمالها السلاح النووي
الشنيع... إنها الحروب المجنونة كعادتها، التي تلتهم الشباب وتترك للزمن مهمة
كفكفة دموع الآخرين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق