وهي مواقع دائرية محصنة بدأ بناؤها منذ العصر
الحديدي واستمر حتى الألف الميلادي في شمال أوروبا وخاصة إيرلندا، وإن كان بعضها
موجود في ويلز. تبنى من الحجر أو التراب على شكل دائري، والترابي منها محاط بخندق
وبضفة يرتفع عندها جدار شاقولي في الغالب. وفي كلا النوعين يوجد بناء في المركز على شكل بيت أو حظيرة أو مشغل أو كل ذلك معاً. يوجد منها في
إيرلندا لوحدها أكثر من أربعين ألف واحدة. وفي بعض المناطق الداخلية في إيرلندا
يوجد واحدة في كل 2 كيلو متر مربع. دُمّر الكثير منها بسبب الأعمال الزراعية أو
الحضرية.
ولكن ما الهدف منها؟ الواقع أن الأهداف
متنوعة وليس هدفاً واحداً. فمنها للزراعة، فكانت عبارة عن منزل لعائلة بما يحيط بها
من أراض محمية يمكن زراعتها بالحبوب، ويمكن كذلك تربية الماشية فيها دون الخوف من
فقدانها. وكان بعضها للاستخدام الصناعي حيث كانت تمثل مشاغل للفخار والأواني
مثلاً، وليس ما يمنع من أن تكون مركز تجارة لبضائع معينة مثل الماشية. ولكن كما يشير
اسمها فقد كانت وظيفتها الأكبر هي في الدفاع، والدفاع هنا هو على الأغلب عن المحصول
الزراعي والماشية من هجمات الآخرين، وهو دفاع يمكن أن يقاوم إلى أن تصل مساعدات
مجاورة من أماكن قريبة، وهذا ما يفسر وجود الخنادق والحواجز الجدارية.
هذه الحصون الدائرية طبعاً لم تكن كلها
بالسعة والعلو نفسه من حيث عدد الطبقات، فمساحتها وتحصيناتها وطبقاتها تشير إلى
المكانة الاجتماعية والاقتصادية لصاحبها. ولكن مع التخلي عنها بدأ النظر إليها من الإيرلنديين
أنفسهم على أنها أماكن "مسكونة" من الجن والعفاريت والعمالقة... يبدو أن
هذه "الكائنات" شائعة الوجود حتى في الدول "المتقدمة"... وفي تحقيق صحفي أوروبي عن العفاريت والأرواح، أجاب معظم المشاركين بأنهم لا يؤمنون بها، ولكنهم مع هذا يخافون منها!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق