التعلم أمر لا يتوقف مع كل مراحل الحياة، ولا يمكن اعتبارالدراسة المتحصلة في سن الشباب على أنها نهاية المطاف وإنما هي بداية الطريق لتعلم أكثر. فتلك الدراسة تقدم الأدوات لمتابعة التعلم مع السير في الحياة، ومن المفروض أنها تعلم التفكير أكثر مما تقدم المعارف، فإنتاج المعرفة أمر لا يتوقف.
يشكل الجيل الثالث، جيل المتقاعدين ومن في حكمهم، شريحة هامة من المجتمع. بين أفراد هذا الجيل من يريد توسيع دائرة معارفه، ومنهم من يريد أن يشغل نفسه في أمور مفيدة له ولمن حوله. منهم من سمحت لهم الحياة بالدراسة الجامعية ومنهم من لم تسمح له بذلك، ولكن الحياة علمته أشياء كثيرة. وهنا يمكن للجامعات أن تقدم خدمة لهؤلاء الناس وعلى أكثر من صعيد. في الحصول على المعارف أو تعزيزها أو مكاملتها مع معارف أخرى.

اعتمدت الفكرة في معظم دول أوروبا والدول المتقدمة، وإن كان بتنويعات مختلفة، فهناك ما يسمى النموذج الفرنسي الذي تصفه السطور السابقة، وهناك النموذج البريطاني الذي يقول بأن لكبار السن خبرتهم ولهم أن يقدموها في محاضرات، وللجامعة أن تساعدهم في صياغة مفردات محاضراتهم وأن تساعد في الأمور التنظيمية. ولمنتسبي هذه الجامعة أن يشكلوا مجموعات اهتمام بموضوع ما، مثل الموسيقى أو المسير الاستكشافي، أو الفلسفة المعاصرة، الخ. أي أن النموذج البريطاني يقول بإمكانية وضرورة الاستفادة من الجيل الثالث، سواء كانوا في الحياة من العاملين في الجامعات أو لا. وهؤلاء يشكلون جامعة داخل الجامعة وهناك رسوم جامعية ولهم حق الاستفادة من بنى الجامعة الأساسية من مكتبات وصالات اتصالات وأنشطة أخرى.
وفي كلا الحالتين، فإن هذه الجامعة تقوم ضمن جامعة موجودة أصلاً، تستفيد من قاعاتها وبنيتها التحتية وطاقمها الإداري والتدريسي. ولا يخفى دور مثل هذه الجامعات وفائدتها للمجتمع في مختلف الصعد ... وكم ستكون مفيدة لدول مثل دول العالم الثالث الذي لم يستطع الكثير من أبنائه الوصول إلى الجامعة.... لتكن الحياة دائمة الفرص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق