رسم يعود للقرن الخامس عشر عن بناء الحيرة |
مدينة أو مملكة
الحيرة هي في العراق الحالي بقرب نهر الفرات، تبعد قرابة 6 كم جنوب غربي الكوفة.
لا يُعرف الكثير عن بدايتها ومنشئها، وأول ذكر جاء لها كان في كتابات تعود إلى عام
132م باسم حيرتا. وهذا لا يعني أنها بُنيت في ذلك العام، فلربما كانت قرية لقرون
قبل أن تصبح مدينة معروفة. البعض يقول بأن عهدها يعود إلى الملك البابلي بختنصر،
ولكن لا شيء يؤكد ذلك. سكنتها قبائل من عرب الشمال، إضافة إلى أهل البلاد من
الآراميين. هناك من يقول بأن للأنباط شأناً في ظهورها. كان ملوكها من آل لخم أو آل نصر
أو آل النعمان ومنهم المناذرة.
كان قرب هذه المدينة
من إمبراطورية الفرس سبباً أولاً في جعلها محمية لهم يستخدمونها خط دفاع أول ضد
هجمات قبائل البدو على حدودهم الجنوبية، إضافة إلى الاستعانة بها في حروبهم ضد
الرومان، وهي حروب لم تتوقف لا قبل الميلاد (مع الإسكندر) ولا بعده، استمر بها
العرب المسلمون ضد الرومان حتى القرن الحادي عشر. كما استخدم الرومان الغساسنة ضد
الفرس وضد المناذرة أيضاً.
تعود تبعيتها للفرس لأيام شابور الثاني الساساني (337-358). كان الفرس يسمون مملكة الحيرة "عربستان"، وهي أول مملكة عربية خارج شبه الجزيرة العربية. وبفضل مساندة الملك المنذر وصل برهام الخامس إلى العرش الساساني عام 420 ميلادي. كما أن قورش الأول تمكن من أسر القائد الروماني بليسير بمساعدة الحيرة. وبهذا يمكن القول بأن مجدها ترافق مع أفول تدمر. وفي عام 602م خلع قورش الثاني النعمان الثالث وضم مملكة الحيرة إلى إمبراطوريته.
تعود تبعيتها للفرس لأيام شابور الثاني الساساني (337-358). كان الفرس يسمون مملكة الحيرة "عربستان"، وهي أول مملكة عربية خارج شبه الجزيرة العربية. وبفضل مساندة الملك المنذر وصل برهام الخامس إلى العرش الساساني عام 420 ميلادي. كما أن قورش الأول تمكن من أسر القائد الروماني بليسير بمساعدة الحيرة. وبهذا يمكن القول بأن مجدها ترافق مع أفول تدمر. وفي عام 602م خلع قورش الثاني النعمان الثالث وضم مملكة الحيرة إلى إمبراطوريته.
دانت الحيرة
بالديانة المانويّة (نسبة إلى مؤسسها الفيلسوف الفارسي "ماني". وهي ديانة
بدأت منذ القرن الثالث الميلادي واستمرت حتى القرن الحادي عشر، وهي خليط من المسيحية
والزرادشتية والهندوسية) وكانت الحيرة مركز انتشار هذه الديانة في الجزيرة العربية. كما كانت
الحيرة مسيحية لفترة طويلة، وإن لم يدن بها إلا قلة من ملوكها. وكانت مقراً لأبرشية الكنيسة الشرقية. شارك كبير اساقفتها في مجمع قرطاجة عام 410م. ولكن قلة من
ملوك الحيرة اعتنقت المسيحية. وبحلول العام 594 أصبحت كنيسة الحيرة تدين بالعقيدة
النسطورية.
يقول البعض بأن لكتابة
الحيرة تأثير كبير على الكتابة العربية. توقف تأثير هذه المدينة مع انتفاء الحاجة
إليها مع الفتح الإسلامي، إذ قبلت دفع الجزية لخالد بن الوليد عام 633م. وهو تأثير
ستمارسه الكوفة مع بداية التوسع الإسلامي.