في الحي قط شرير
هاجم الجرذ وأذاقهم العسير.
فاختفت في جحورها
خوفاً من أن تدفن في قبورها.
وممن بقي منها حيّاً
عاش متلبساً متخفياً.
ولم يعد القط يجد ما يؤكل
فكان يمر ببيوت الناس،
ليس كقط وإنما كإبليس.
ليس كقط وإنما كإبليس.
وفي يوم ذهب بعيداً
يبحث عن زوجة، مصدراً
أصواتاً عمّت المكان مواءً.
فهرع الجرذان مجتمعين
لمناقشة الضرورة الراهنة.
قال عميدهم الحكيم
بوجوب وضع قلادة
حول عنق الهر على وجه السرعة
وهكذا سنسمع خطواته قبل مهاجمتنا
فنختبئ في جحورنا
ولا طريقة غير ذلك لنا.
وافق الجمع رأي العميد؛
ففي ذلك خلاص سعيد مديد،
ولكن الصعوبة كانت في وضع القلادة.
قال أحدهم، لن أفعل، فلست بالأحمق؛
وقال آخر لن أقدر على ذلك فأنا أخرق.
وانفض الجمع.
لقد رأيت اجتماعات عديدة
عقدت بلا سبب ولا عقيدة،
ليست للجرذان فقط وإنما للرهبان،
والسادة الأعيان.
حيث التداول بعد التداول،
فالبلاط ممتلئ بالمستشارين
ولكن عند التنفيذ لن يبق أحد في الميادين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق