بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

لافونتين...النسر والعصفور الثرثار


فوق بعض البراري.
طار النسر، ملك الجو، والعصفور الثرثار،
مختلفا المزاج واللغة والعقل والكساء.
جمعتهما الصدفة في مكان ناء.
العصفور خائف، ولكن النسر ممتلئ البطن،
طمأنه قائلاً: لنترافق سوية.
فالملل يصيب سيد الأرباب،
وهو الذي يحكم الكون،
فليس لي إلا أن أصاب بمثله،
أنا الذي أقوم على خدمته.
حدثني أيه العصفور بلا تكلّف.
فبدأ العصفور بالكثير من القيل والقال،
عن هذا وعن ذاك وعن كل شيء،
من حسن ومن سيء، بالحق والباطل،
كان العصفور يعرف ما يحدث لأهل اللغو،
فأخذ بالتحذير من كل ما يجري،
قافزاً من مكان إلى آخر،
مُخبرٌ ماكر، الرب وحده يعلم.
أضجر تحذيره  النسر، الذي قال غاضباً:
لا تبارح هذا المكان،
وداعاً أيها الثرثار،
فلا حاجة لي بأفّاق في حاشيتي،
فما هذا إلا من سوء الطباع.
لم يحلم الثرثار بأكثر من ذلك.
فالمثول في حضرة الأرباب ليس كما نظن؛
إنه شرف يجلب الغمّ.
فالحاشية ناقلو كلام ومخبرون كيسون،
بقلوب من حجر،
إذ كان يتوجب على العصفور في حضرتهم،

أن يكون بلونين على شاكلتهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق