هو إرنستو رفاييل غيفارا، ولد لعائلة
إرجنتينية بورجوازية عام 1928. راقت له الأفكار اليسارية منذ صباه، أفكار تدعمت مع
أسفاره المتكررة وهو طالب للمناطق الفقيرة، العمالية والفلاحية، وخاصة تلك التي
قام بها عبر أمريكا اللاتينية على دراجته النارية. أسفار حرضت لديه الرغبة بمساعدة
الشعب بالنضال ضد الظلم الاجتماعي وأقنعته بأن الكفاح المسلح يمكن له أن يزيل
اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية.
التحق بفصائل فيدل كاسترو عام 1955،
وسمي حينها بـ"تشي غيفارا" (تشي che لازمة إسبانية
بمعنى "إنه" تقريباً)، وشارك
في الإنزال في كوبا والإطاحة بدكتاتورها باتيستا وأصبح مواطناً كوبياً، واستلم
مهام عديدة من بينها وزيراً للصناعة. وألف العديد من الكتب عن الممارسات الثورية
وعن النضال المسلح. ترك كوبا مغادراً إلى مناطق عديدة في العالم والتقى بالعديد من
زعماء ذاك الزمان. حاول تصدير الثورة إلى بعض المناطق في العالم منها الكونغو حيث
أمضى قرابة السنة فيها ولكنه لم يوفق في مسعاه. ألقى في الجزائر خطبة اتهم فيها
الاتحاد السوفيتي بعدم اشتراكيته. وفي عام 1965 ارتحل إلى بوليفيا وشارك في القتال
فيها حيث تم أسره في السابع من تشرين الأول عام 1967 وأعدم بعد يومين عقب محاكمة
صورية، وقيل إن المخابرات المركزية الأمريكية كانت وراء ذلك.
اتهمه خصومه بأنه إرهابي وبأنه أقام
مراكز للتعذيب في كوبا عندما استلم مهمة المدعي العام عقب الثورة الكوبية، وبأنه
كان وراء تصفية الكثيرين من الكوبيين من أتباع النظام البائد دون وجه حق. ويضيف
آخرون بأنه كان شخصاً بعيداً في حياته عن كثير مما أشيع عنه من صفات عالية جعلته
أسطورة. أسطورة كرسها أمر رغبته الجامحة بالثورة على الظلم، وكذلك أمر وكيفية
تصفيته التي جعلت منه رمزاً للحركات الماركسية الثورية في العالم ولفقرائه
ومضطهديه المناضلين ضد الإمبريالية الأمريكية والرأسمالية.
وأما صورته الشهيرة فقد التقطها مصور
كان يُعدّ مقالاً لجريدة كوبية في عام 1960 بمناسبة تشييع بحارة أغرقت سفينتهم التي
كانت تحمل ذخائر من هافانا، ألقى كاسترو خطاباً بهذه المناسبة التي حضرها غيفارا.
والصورة التقطت عندما تقدم غيفارا في لحظة ما على المنصة لمراقبة الحشد بنظرات
فاحصة فالتقط المصوّر صورتين لغيفارا أراد تضمين إحداهما في المقال ولكن الجريدة
لم تفعل ذلك، وإنما نشرتها في مناسبة أخرى. وبقيت هذه الصورة منسيّة إلى يوم إعلان
قتل غيفارا عام 1967، حيث لم تنشر السلطات البوليفية إلا صوراً واهية لجثمانه خشية
تحوله إلى إيقونة. ولكن صورة عام 1960 خرجت للعالم من أماكن وجرائد ومجلات مختلفة
بنظرة غيفارا المتفحصة لتصبح الصورة الأكثر انتشاراً في العالم، وخاصة لدى طلاب الجامعات، محولة الرجل إلى
أيقونة تخفي خلفها رفض الرجل للمناصب في كوبا ومتابعته تحقيق حلمه بعالم أكثر
إنصافاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق