أعلنت لجنة جائزة الغونكور الفرنسية فور إيريك فويار لعام 2017 عن روايته "جدول الأعمال". وهو في ذلك يخلف الفرنسية المغربية ليلى سليماني التي فازت بهذه الجائزة في العام الماضي. الرواية نشرتها دار "أكت سود" التي حظيت بنصيب لا بأس به من هذه الجائزة بين مختلف دور النشر الفرنسية. كانت الصحافة الفرنسية قد حيّت هذه الرواية بجرأة طرحها وأحداثها التي تدور في كواليس التاريخ القريب. الكاتب هو مواليد مدينة ليون الفرنسية لعام 1968، وهو كاتب ومخرج.
وفي هذه الرواية الصغيرة (160 صفحة) يقوم الكاتب بتفكيك الآليات السياسية وآليات الجبن والخنوع والحلول الوسط التي قادت إلى الظهور القوي للسلطة النازية ونجاح برنامج هتلر القاتل، ويحاول إظهار كيف أن نجاح الآلة النازية ما كان ليحدث بالصورة التي حدثت لولا المتاجرات والتحالفات المرذولة لمصالح الأعمال الألمانية.
يدور الحدث الرئيسي لهذه الرواية في اجتماعات حدثت في العشرين من شباط عام 1933 في برلين في الصالونات البرلمانية بين هتلر والشركات الألمانية الكبرى مثل سيمنس وأليانتز وشركة الصناعات الكيمائية (باسف) وغيرها، حيث يظهر الكاتب غرابة الأوضاع واستعداد هذه الشركات لتبرير وتمرير ما يريده هتلر طالما أن ذلك يحقق مصالحها. ويقوم الكاتب بوصف المجريات التي بالكاد يمكن تصديقها على طريقة المخرج السينمائي الذي يستعمل آلة تصويره بدقة هائلة ليكشف الأسرار الصغيرة للأحداث.
وهذه الرواية، بالنسبة لأحد النقاد الفرنسيين، فإن كل اللقاءات بين العالم الاقتصادي وممثلي النازية التي يصفها مؤلف هذه الرواية، مفصلة في "جدول الأعمال" عبر سردية موجزة وآسرة تسمح للقارئ بالتسلل إلى كواليس التاريخ، ووقائع هذه الرواية تبدو حيّة ومجسدة دون التضحية ببعض الدقة ... فللأخطاء الكبيرة أسبابها، الصغيرة ربما، التي يجب البحث عنها وقراءتها بدون مواربة أو استهتار، فالدمار لا يأتي من فراغ أو من أوهام، وهو في معظمه يأتي من التقاء المريض مع الدنيء في مكان لا رقيب فيه ولا عليه.
نشر فويار أولى أعماله عام 1999، وفاز بجوائز عديدة، من بينها جائزة ريلي عام 2010 عن روايته "الفاتحون" .عن سقوط إمبراطورية الإنكا. وفي عام 2012 حصل على الجائزة الفرنسية الألمانية فرانتس هيسل عن روايته "معركة الغرب". وأخرج بعض الأفلام السينمائية والوثائقية عرض بعضها في مهرجانات دولية.
بعض المتواطئين مع صعود النازية تابعوا حياتهم العادية بعد انتهاء الكارثة ثم اختفوا، والبعض الآخر لا يزال فاعلاً في هذا العالم، في العالم الاقتصادي وتأثيراته في السياسية بطريقة لا تتوقف عن التوسع.
بعض المتواطئين مع صعود النازية تابعوا حياتهم العادية بعد انتهاء الكارثة ثم اختفوا، والبعض الآخر لا يزال فاعلاً في هذا العالم، في العالم الاقتصادي وتأثيراته في السياسية بطريقة لا تتوقف عن التوسع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق