ظن البعض أن الكلب هو من عائلة الذئب، أي إن هناك
تشابهاً بينه وبين الذئب مماثلاً للتشابه بين الإنسان والشمبانزي من الناحية
البيولوجية. بمعنى أن هناك تشابهاً كبيراً بين مورثات الكلب ومورثات الذئب تفسر
التشابه بينهما. ولكن الحقيقة، كما أثبتتها الدراسات الحديثة، تقول بأن الكلب هو ابن
الذئب تماماً، ذلك أن لهما نفس الـ دي.إن إي DNA. وكل ما هنالك هو أن الإنسان رعى
صغار الذئب ودجنها وبقيت على حالتها. أي أن الكلب هو ذئب توقف عند عمر معين
(المراهقة) وبقي كذلك حتى اليوم.
عند النظر إلى الكلب، خاصة بعض عائلات الكلاب، والذئب
فإن التشابه كبير للغايه، حتى أننا نجد صعوبة في التعرف من الهيكل العظمي إذا كان يخص كلباً أو ذئباً.
وهذا التدجين كان لحاجة الإنسان للكلب في الصيد والحراسة. فالصياد الذي
يرافقه كلب يعود في العادة بضعف الصيد الذي يعود به صياد لا يرافقه كلب. يوجد نوع واحد تقريباً من الذئاب في كل أصقاع الأرض. أما الكلاب فيوجد منها ما
يربو على 400 نوع. بعضها يجيد السمع، وبعضها يجيد الشم وبعضها يجيد الرؤية. ساعد الإنسان على تطوير خواص لدى الكلاب وفقاً لحاجته. وهذه الأنواع المختلفة
لها أشكال خارجية مختلفة نتيجة المزاوجة بين كلاب من مناطق مختلفة. وطبعاً بقي
بعضها مشابهاً تماماً للذئاب وهو ما نلاحظه عند بعض الكلاب التي تصرخ كما الذئاب
ولا تقوم بالعواء كما هو معروف عند الكلاب. والعواء في الواقع تطور مع وظيفة
الحراسة للكلاب التي تفيد في التنبيه.
وهذا التدجين جرى منذ آلاف السنين، فقد وجدت هياكل بشرية في فلسطين تعود للقرن الثاني
عشر قبل الميلاد وبجوارها هياكل عظمية لكلاب. ومن المؤكد حالياً أن هذا التدجين يعود
إلى 36 ألف عام على الأقل. وهذا التدجين ممكن جداً، ذلك أن
الذئب هو كائن اجتماعي، يعيش في مجموعات دائماً. وعند الاحتفاظ بصغير الذئب، يمكن
لهذا الذئب أن يتعلم أشياء من الإنسان، كما أن لهذا الذئب أن يقبل تماماً العيش مع
الإنسان. ومثل هذه التجربة جرت كثيراً على مر القرون وكانت نهايتها مقبولة دائماً.
يقال إن الذئب أقرب إلى
الإنسان نفسياً من الشمبانزي الأقرب إلى الإنسان بيولوجيا. بمعنى أنه يمكن للذئب
أن يعيش مع الإنسان في حين أنه من الصعب جداً لشمبانزي أن يعيش مع الإنسان.
الكلب معروف بوفائه. تغنت شعوب كثيرة بذلك، من بينهم العرب، واعتبروه رمزاً للوفاء. وفي قصيدة لعلي بن الجهم، وهو ابن الصحراء، يمدح فيها الخليفة المتوكل:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
الكلب معروف بوفائه. تغنت شعوب كثيرة بذلك، من بينهم العرب، واعتبروه رمزاً للوفاء. وفي قصيدة لعلي بن الجهم، وهو ابن الصحراء، يمدح فيها الخليفة المتوكل:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
والذئب حيوان مخيف ولكن الإنسان مخيف أكثر على حد قول الأحيمر السعدي
(شاعر بين العصر الأموي والعصر العباسي) قال:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير
أما عازفة البيانو الشهيرة هيلين غريمو فتعيش مع
الذئاب وتدافع عن حمايتها. يمكن سماع عزفها الجميل على الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=sw9DlMNnpPM
ويمكن مشاهدة فيديو عنها بصحبة الذئاب على اليوتيوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق