منحت جائزة نوبل في الكيمياء في هذا العام لكل من السويدي توماس ليندهل (77 عاماً) والأمريكي بول مودريتش (69 عاماً) والأمريكي من أصل تركي عزيز سانكر (69 عاماً) . وذلك لأعمالهم الخاصة بآليات إصلاح الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين (Deoxyribonucleic acid)، الذي يصطلح عليه بالمختصر ADN ، وحماية المعلومات الوراثية. ذلك أنه بالرغم من الأداء الممتاز والرائع للحمض النووي فإن هذه الجزيئة هشة للغاية، عند تعرضها للشمس أو للملوثات من أي نوع كان. وفي مقدمة هذه الملوثات دخان التبغ والأغذية المطهوة جداً. ولحسن الحظ فإن الجسم الإنساني يتضمن آليات حفظ وإصلاح لادخار مورثاتنا بالكامل. وفيما عدا ذلك، وبدون الاعتداءات الخارجية، فإن الحامض النووي ليس بالجزيئة التي لا تقهر. فعندما يجري نسخ ثلاثة مليارات من الرسائل التي يتضمنها الحمض النووي (في كل مورث) فمن الحتمي وقوع أخطاء في عملية النسخ، وإن كانت لا تذكر (10000 في أقصى حد من أصل ثلاثة مليارات!).
وقد ساهم الفائزون الثلاثة، كل من جهته، بتوصيف بروتينات
مختلفة تساهم في إصلاح الحمض النووي. فالسويدي برهن على أن جزيئة الحمض النووي
تتآكل مع مرور الوقت. أما الأمريكي التركي الأصل فقد كشف عن الأضرار الخارجية التي
يمكنها أن تغيّر جزيء الحمض النووي. في حين أن الأمريكي بيّن كيف أن للخلايا أن تصلح
الأخطاء.
لمثل هذا الاكتشاف أهمية كبرى في الطب وفي علاج أمراض
السرطان خصوصاً.
ومن الجدير بالذكر أن مسار كل من السويدي والأمريكي
كان مساراً علمياً طبيعياً، أما مسار العالم التركي فكان شيئاً آخر. فهو من مواليد
قرية في جنوب شرق تركيا، من أسرة متواضعة الحال، مؤلفة من ثمانية أطفال. وكان من
المقدر له أن يكون لاعب كرة قدم محترف كحارس مرمى في فريق الشباب الوطني، ولكنه
قرر متابعة دراسته. وبعد أن مارس مهنة الطب في تركيا غادرها إلى أمريكا لدراسة
الكيمياء البيولوجية في جامعة تكساس. وهو اليوم أستاذ في جامعة شابيل هيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق